الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لامك وأولاده
وقال لامك لامرأتيه .. اسمعا قولي يا امرأتي لامك، وأصغيا لكلامي. فإني قتلت رجلاً لجُرحي، وفتى لشدخي. إنه يُنتقم لقايين سبعة أضعاف، وأما للامك فسبعة وسبعين ( تك 4: 23 ، 24)
كلمات لامك لزوجتيه هي أول قصيدة شعرية دُوِّنت في الكتاب المقدس، وللأسف أن الله لم يكن موضوع وغاية هذه القصيدة الشعرية، بل الذات والافتخار. يفتخر لامك بوحشيته وشراسته، وبأنه كان قاتلاً، ولأتفه الأسباب. وهناك تفسيران للشعر الذي ذكره لزوجتيه: أولاً: أنه يتفاخر بحادث وقع فعلاً، ويبرر جريمة القتل التي ارتكبها بأنه كان يدافع عن نفسه، وينتقم بقتل الذين تسببوا في جرح شعوره ولو بجراح بسيطة. ثانيًا: أنه يهّدد كل مَنْ يخطر بباله أن يعتدي عليه. فهو لا يسلّم أموره لله ويضع ثقته فيه، بل امتلأ بالثقة في نفسه، فيُعلن أنه ليس في حاجة للاستفادة من الحماية الإلهية التي قدمها الرب لجده قايين ( تك 4: 15 )، بل يتكل على نفسه وعلى الأسلحة من النحاس والحديد التي اخترعها أولاده. فإن كان يُنتقم لقايين سبعة أضعاف، فإنه يُنتقم للامك سبعة وسبعين. فيا للغرور!! ويا للشهوة للانتقام!!

وأسماء بنيه هي: "نَعمة" ومعناه "جميلة" أو "حلاوة". و"يابال" الذي كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي، ومعناه "رحالة"، وفيه نرى صورة العالم التجاري، وسعي الإنسان وراء رزقه وتنقله من مكان إلى مكان لكسب القوت. و"يوبال" الذي كان أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار، ومعناه "نفخ البوق" وفيه نرى صورة لعالم الفن والطَرَب والموسيقى. و"توبال قايين" وهو الضارب كل آلة من نحاس وحديد، ومعناه "العامل في التبر" وفيه نجد بداية الصناعة والاختراعات التي حوّلت إعجاب الناس إلى الناس واختراعاتهم.

ففي حين أن "يابال" قد وضع الناس على طريق الثروة، فإن "يوبال" قد وضعهم على طريق اللهو والمَرَح، بينما وفّر لهم "توبال قايين" حياة الرفاهية وتعظم المعيشة؛ وهكذا أصبح الطريق مفتوحًا للاستقلال عن الله. وبهذا الثلاثي السابع من قايين الشرير، اكتملت ملامح العالم، أي ذلك النظام الذي أسّسه الشيطان وزيَّنه، لتقديم البديل للإنسان الساقط المطرود من الجنة، ليُنسيه عار الخطية ووصمة التشرُّد، وليضمن بقاءه بعيدًا عن الله. وهذا كله في أرض "نود" أي "التيهان"؛ أرض الهروب من الرب والتيهان والتشرُّد بعيدًا. ولكن يا لبئس المصير!! ففي وسط هؤلاء اللاهين عن الله، يرن صوت القضاء «ويل لكم أيها الضاحكون الآن، لأنكم ستحزنون وتبكون» ( لو 6: 25 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net