الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراحــة
تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم ( مت 11: 28 )
يا له من حق خطير بأنه يمكننا أن نتمتع بالراحة ـ أي نعم. كل منا يمكنه أن ينال تلك الراحة «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» (ولا شك أن هذا النداء موجّه لجميعنا على وجه الإطلاق، لأن مَنْ منا غير مُثقّل إلى درجة الإعياء؟ وأي منا خلو من الهم والعناء؟ وأي منا لم يُرهَق كاهله بمختلف الأعباء؟

فبينما البعض يئن تحت نير الظلم والاستبداد، نرى آخرين يحملون بين جوانبهم قلبًا متوجعًا وكسيرًا، وآخرين مُثقلين بحمل الهموم والغموم، وآخرين بحمل الآلام والأوصاب. وبينما نرى البعض يكدّون بأجسام تعبة ضعيفة، نرى الآخرين منهوكين بسبب المجهودات المتواصلة العنيفة. وكذا نرى مَنْ أُصيبوا بأمراض متنوعة، ومَنْ يرزحون تحت الأحمال المُهلكة بسبب عار قد ورثوه، أو لعنات حاقت بهم بسبب خطايا الآخرين. والبعض حيارى بسبب الشكوك الدينية، وآخرون قد حامت عقولهم تائهة بسبب رُعب الخطية ... كل هؤلاء في مسيس الحاجة للراحة.

إيه ـ أيتها النفس ـ ما أمجد الدعوة وما أكثر بركاتها «تعالوا»، فالدعوة لك، والدعوة لي، والدعوة لسائر الناس «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم». قد يكون هناك اختلاف في تفاصيل حياة الأفراد الخاصة، غير أنه يوجد حمل عام قد أُعدّ لنا جميعًا على السواء، فكلنا مُلزمون بأن نحمل عبء الحياة، وأثقل أعباء الحياة التي تثقل كاهلنا أتت لنا بسبب خطايانا. وإذا ما خلصنا من الخطية، نكون حقًا قد أُنقذنا الإنقاذ الأعظم.

ومن اللازم لنا أن نتحقق من ثقل الخطية، ومن اللازم أيضًا أن نتأكد ضرورة نزعها، ونرغب في التخلُّص منها. ويا لها من بركة لا حد لها، إذا ما علمنا أن هناك واحدًا هو على تمام الأهبة لرفع أكبر أحمالنا. أجلْ، واحدًا قد حمل خطية الكثيرين وشفع في المُذنبين. وأكبر أنواع الحُريات التي يسعد بها الإنسان أن يُعتق من حمل خطاياه، وهذا ما قام به الرب يسوع «والرب وضع عليه إثم جميعنا» ( إش 53: 6 ).

إذًا تعالي أيتها النفس المثقلة بثقل الخطية، والمُحمَّلة بحمل الآثام إلى فاديكِ ومخلصك، فتجدين عند قدميه راحة العتق من الخطية.

لورا باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net