الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أوريا الحثي وتقواه
فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا، ساكنون في الخيام ... وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي؟ ... لا أفعل هذا الأمر ( 2صم 11: 11 )
كانت نقطة مُظلمة في حياة داود، شوَّهت فترة مُلكه على إسرائيل، عندما أخطأ إلى الرب وأخذ امرأة أوريا، ثم أراد أن يستر خطأه ويخفيه، فأرسل إلى يوآب رئيس الجيش ليستدعي أوريا الحثي. وعندما أمره داود بأن يذهب إلى بيته، نجد موقف أوريا النبيل، فلقد استنكر على نفسه أن يذهب إلى بيته ليستريح ويأكل ويشرب ويضطجع مع امرأته، بينما التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في خيام، ويوآب والجيش نازلون على وجه الصحراء. ونلاحظ في كلمات أوريا ثلاثة أمور جميلة:

أولاً: أول كلمة خرجت من فمه لداود الملك هي: "التابوت". ويا له من أمرٍ مُعزٍ أن يكون التابوت هو موضوع المشغولية بصفة دائمة في كل الأحوال والظروف .. ذلك التابوت الذي يُرى فيه مجد الله، حضور الله، إعلان الله عن ذاته. حقًا إن وجود التابوت بين شعب الله هو أعظم امتياز لهم.

ثانيًا: ردد ذات تعبيرات داود (وهو في قمة حالته الروحية) عندما قال إن «تابوت الله ساكن داخل الشقق (أي في خيمة)» ( 2صم 7: 1 ). فلقد قال أوريا «التابوت وإسرائيل ... ساكنون في الخيام». وكأن ما سبق وأعلنه داود لناثان عن وضع التابوت داخل خيمة، وجد صدى كبيرًا في قلب أوريا التقي، وها هو يعلن عما يجول في خاطره في الوقت المناسب.

ثالثًا: أبى على نفسه الراحة، بينما شعب الله نازل على وجه الصحراء. فكيف ينشد الاسترخاء في بيته، بينما الحرب دائرة بين شعب الله والأعداء. وهنا نتذكّر كلمات الرسول بولس: «فأقوال هذا أيها الأخوة: الوقت منذ الآن مُقصّر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم، والذين يبكون كأنهم لا يبكون، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. لأن هيئة هذا العالم تزول» ( 1كو 7: 29 - 31). من أجل ذلك لا نتعجب من أن يَرِد ذكر أوريا بين أسماء أبطال داود ( 2صم 23: 39 ؛ 1أخ11: 41)، فلقد كانت حياته مع ما يحمله اسمه من معنى جميل "يهوه نوري". ولا شك أن سر عظمة أوريا تكمن في ما أعطاه للتابوت من مجد وكرامة، وما كان التابوت إلا صورة ورمزًا للرب يسوع المسيح في شخصه العجيب.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net