الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عكسة: ماذا نالت؟
فقال لها كالب: مَالكِ؟ فقالت له: أعطني بركة. لأنك أعطيتني أرض الجنوب، فأعطني ينابيع ماءٍ. فأعطاها كالب الينابيع العُليا والينابيع السُفلى ( قض 1: 14 ، 15)
لقد نالت عكسة "أكثر جدًا مما طلبت أو افتكرت". فلقد قالت لأبيها: أعطني ينابيع ماء، فأعطاها كالب الينابيع العُليا والينابيع السُفلى.

قد نرى في الينابيع العُليا صورة للبركات الروحية في السماويات، وفي الينابيع السُفلى صورة لملء كل الاحتياجات الجسدية والزمنية. فنحن من الجانب الواحد لنا الأفراح الروحية، كما أن الآب لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال. ونحن كثيرًا ما اختبرنا جفاف الينابيع السُفلى، فلقد جفت تلك الينابيع بالنسبة للرسول بولس في سجن رومية، إذ تخلى الجميع عنه، لكن بقيت له الينابيع العُليا، لم تجف على الإطلاق «الجميع تركوني .. ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تُتَّم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عملٍ رديءٍ، ويخلصني لملكوته السماوي» ( 2تي 4: 16 - 18).

ولقد جفت الينابيع السُفلى مع حبقوق في يومه، وقبلها جفت بالنسبة لأيوب عندما حُرم من المال والبنين، ثم من الصحة، ولكن الينابيع العُليا لم تجف أبدًا. فأمكن لأيوب أن يقول: «ليكن اسم الرب مباركًا» ( أي 1: 21 )، وأمكن لحبقوق أن يقول: «إني أبتهج بالرب، وأفرح بإله خلاصي» ( حب 3: 18 ).

أو قد تكون الينابيع العُليا تمثل لنا شركتنا مع الآب ومع ابنه بقوة الروح القدس ( 2كو 13: 14 ) والينابيع السُفلى تمثل شركتنا بعضنا مع بعض بقوة الروح القدس أيضًا ( في 2: 1 ). ونحن نقرأ عن هذين الأمرين معًا في رسالة يوحنا الأولى 1: 3، 7.

أو قد نرى في الينابيع العُليا والينابيع السُفلى رمزًا للروح القدس في يوحنا4؛ 7. ففي يوحنا4 يقودنا الروح القدس إلى أعلى لنقدم السجود للآب، وفي يوحنا 7 يقودنا الروح القدس إلى الخارج لنقدم المياه المُروية للنفوس المحرومة والقلوب العطشى.

ونحن في كل هذا يمكننا أن نرى في عكسة رمزًا للكنيسة، فهي حصلت على الينابيع العُليا والينابيع السُفلى قبل الاستمتاع بأسد الله، رجل قرية سَفَر (رجل الكتاب المقدس، كلمة الله)، الذي هو رمز للمسيح. وهكذا نحن حصلنا على عطية الروح القدس، قبل أن نُزَّف إلى المسيح، الأمر الذي دنا جدًا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net