الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين إيمانكم ؟
فتقدموا وأيقظوه قائلين: يا معلم، يا معلم، إننا نهلك! فقام وانتهر الريح وتموُّج الماء، فانتهيا وصار هدوِّ . ثم قال لهم: أين إيمانكم؟ ( لو 8: 24 ، 25)
هل تعلم، أخي المؤمن، أن المشكلة الحقيقية التي نعاني منها عندما نضعف أو ننهار، ليست هي الصعوبة التي تعترضنا أو الضيقة التي نجتاز فيها، بقدر ما هي مشكلة ضعف إيماننا؟!

أين المشكلة عند الله؟ .. هل عجز الله يومًا عن الحل؟ حاشا! لكن المشكلة هي غياب الإيمان الذي يُمسك بالله القادر على الحل. المشكلة الحقيقية تكمن في تحوُّل العين عن الله، في تحول القلب عن مواعيد الله، في التحول عن غير المنظور إلى المنظور، في خلع نظارة الإيمان وارتداء نظارة منطق الناس.

تأمل في رجال الله العظماء عندما ارتفعت هاماتهم عاليًا بانتصار، وتأملهم أيضًا عندما نكَّسوا رؤوسهم خوفًا بذلة وانكسار، ستجد أن الفرق بين الحالتين كان دائمًا يصنعه الإيمان! فوجوده يعني الانتصار، وغيابه أو ضعفه يعني الانكسار.

فالفرق بين إبراهيم في أور الكلدانيين الذي لا يخشى المجهول، فيترك وطنه وعشيرته وأرضه وكل ما له، ليخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي، وإبراهيم الخائف في مصر، الواقف أمام فرعون يوبَّخ منه على جُبنه، هو الفرق الذي يصنعه الإيمان!

والفرق بين داود أمام جليات الجتي يجلجل صوته في وادي البُطم متحديًا العملاق بالقول: «هذا اليوم يحبسك الرب في يدي»، وداود الخائف في جت أمام أخيش الملك، يخربش بيديه على الباب ويسيل ريقه على لحيته، هو الفرق الذي يصنعه الإيمان!

والفرق بين إيليا على جبل الكرمل يسخر من أنبياء البعل ويستمطر السماء نارًا، ثم يذبح جميع أنبياء البعل، وإيليا الخائف تحت الرتمة يطلب الموت لنفسه خوفًا من إيزابل، هو الفرق الذي يصنعه الإيمان!

هؤلاء جميعًا وغيرهم من الأبطال سقطوا يومًا كضحايا لضعف الإيمان، لكن الشيء الرائع والمُشجع جدًا، أن إله النجاة لم يتخّل عنهم، ولا عنا، بل كعادته يتخذ دائمًا من الضعف البشري فرصة لإظهار المزيد من غنى نعمته، فيغفر ويشفي ويُقيم من التراب ويُرجع المسكين الساقط إلى كراسي المجد والفخار، فما أروعه وما أجوده إله!!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net