الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عوبديا ويوناثان
وكان حينما قَطَعت إيزابل أنبياء الرب، أن عوبديا أخذ مئة نبي وخبأهم خمسين رجلاً في مغارة وعالهم بخبز وماء ( 1مل 17: 4 )
كان عوبديا شخصًا في داخله يخاف الله، ولكنه وُجد في أفسد الأجواء، في بيت آخاب وإيزابل. ولا شك أن هذا كان مصدر عذاب لنفسه البارة، فعطَّله عن الخدمة الحقيقية والشهادة المؤثرة. إن معنى اسم "عوبديا" هو "عابد يهوه" أو "خادم يهوه". لكنه عمليًا كان يخدم آخاب أكثر كثيرًا من خدمته ليهوه.

ويقينًا كان عوبديا مصدومًا وهو يرى إيزابل تقطع أنبياء الرب. ولا شك أن موقفه عندما أخذ مائة رجل منهم وخبأهم في المغارة من بطش إيزابل، وعالهم بخبز وماء، كان موقفًا حميدًا يُحسب له. لكن الشيء الذي كان يعوزه هو الانفصال عن الشر وعن هذا الجو الفاسد ليشهد ضده. وهذا ما لم يستطع عوبديا أن يفعله. لقد كان رجل الاجتماعيات والمُجاملات الذي لا يريد أن يُغضب أحدًا. ورغم أن الله استخدمه، ولم يسجل الكتاب انتقادًا ضده، لكنه رسم الصورة واضحة أمامنا لكي نرى الإنسان كما هو. لم يكن عوبديا إناءً للكرامة مقدسًا نافعًا للسيد ومستعدًا لكل عملٍ صالح. وذلك لأنه لم ينفصل عن أواني الهوان. لقد عمل بعض الأشياء الحسنة، لكن تودده للعالم، مُمثلاً في خدمة أخآب، والوجود في قصره، قد جعله غير مستعد لأن يُستخدم الاستخدام الكامل لمجد الرب.

إن ما عمله للرب كان خلسة، ومع ذلك فقد عمل عملاً حسنًا. وهذا يُظهر لنا ما كان يمكن أن يفعله أكثر لو أنه زرع في أرض أكثر جودة، وتمتع بهواء أكثر نقاءً.

وهكذا كان الحال مع يوناثان في بيت شاول، حيث ربط نفسه بشاول. وهذا عطله عن خدمة الرب وشعب الرب. وكان الأجدر به أن ينفصل عن هذا الجو الفاسد، ويرافق داود في رفضه. ومكانه على مائدة شاول كان يجب أن يكون خاليًا كداود، والمكان المناسب له بالأحرى، كان هو مغارة عدلام، وليس قصر شاول.

على أن الحكمة الإنسانية ربما كانت تتطلب من يوناثان أن يبقى في بيت شاول، ومن عوبديا أن يبقى في بيت أخآب، باعتبارهما المكانين اللذين وضعتهما العناية فيهما. لكن الحكمة الإنسانية ليست هي الإيمان، ولن تقدر أن تساعد الإنسان في طريق الخدمة. والإيمان يقود الشخص لأن يسمو فوق الحكمة الإنسانية، وأعمال العناية التي يمكن بها أن يبرر نفسه.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net