الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 31 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة الله في دعوة الخطاة
اخرج إلى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي ( لو 14: 23 )
في مَثَل العشاء العظيم الذي ذكره الرب في لوقا 14، نجد أنه لما وجّه الإنسان الدعوة للمدعوين «ابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون». لقد اتفق الجميع على رفض الدعوة الإلهية؛ ذلك لأن الإنسان روحيًا أعمى وأصم لا يتجاوب مع نداء النعمة وأنغامها الشجية. لكن صاحب العشاء العظيم كلَّف عبده بعد ذلك أن يذهب إلى شوارع المدينة وأزقتها، بل وأن يخرج أيضًا إلى الطُرق والسياجات، وأعطاه أمرًا محددًا «ألزمهم بالدخول» ( لو 14:  23)!

ما أروع هذا، فصاحب الدعوة الكريم لم يكتفِ بتوجيه دعوة حقيقية وحارة للجميع، بل لما استعفى الجميع، تبع ذلك بدعوة مُلزمة وجهها لكثيرين. وكمثال لهذه الدعوة المُلزمة، نذكر قصة متى العشار، الذي كان جالسًا عند مكان الجباية، فنظر الرب إليه نظرة خاصة، وناداه قائلاً له: «اتبعني!». وعلى الفور لبى متى النداء دون أن يخالجه أي تردد، إذ يقول الوحي: «فترك كل شيء وقام وتبعه» ( لو 5:  27و 28). لقد وصلت هذه الكلمة لشخص كان روح الله قد هيّأ قلبه. ومع أنه كان في مكان الطمع، ومع أن الثراء العريض كان أمامه، والمال الوفير كان بين يديه، لكن عندما بلغته دعوة الله المُلزمة، ترك الكل وتبع المسيح!

ونجد صورة أخرى لتلك الدعوة المُلزمة، في حادثة زكا رئيس العشارين من مدينة أريحا (لوقا 19). لقد كان زكا خاطئًا مشهورًا، مُحبًا للمال، وجشعًا. لكن قصْدَ الله كان أن يخلص هذا الإنسان، ويدخل المسيح بيته وقلبه. تقول القصة: إن زكا طلب أن يرى يسوع، فلم يقدر بسبب الجمع، لأنه كان قصير القامة. لكن إذ تملّكته رغبة عارمة ليرى ذلك الشخص المبارك، ما كان منه إلا أنه صعد فوق جميزة، ظانًا أنه في هذا الموقع سيكون بوسعه أن يرى يسوع، ولا يراه يسوع! وانتظر أن يمر المسيح من تحت الجميزة. ومرَّ المسيح، ”وصوّب المسيح نحو الشجرة، وحالاً سقط العصفور“! لقد نزل زكا مُسرعًا وقَبِلَ المسيح فَرِحًا. وهو عين ما حدث مع ملايين المُخلَّصين، فكل مؤمن في دوره سقط من شجرة خطاياه، وخرَّ عند قدمي الفادي العظيم!

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net