الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النهر الذي جف
وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يَبسَ، لأنه لم يكن مطرٌ في الأرض ( 1مل 17: 7 )
لقد قال الرب لإيليا في بداية الرحلة: «فتشرب من النهر» (ع4). فماذا يعني جفاف النهر؟ هل يمكن أن الذي اعتنى به طوال هذه الفترة يتخلى عنه؟ حاشا. وهو درس لنا نحن أيضًا. إننا دائمًا نرغب أن تصير العراقيب سهلة، والطرق الخشنة ناعمة. وقد يظن البعض أن الضيق والفقر والألم مُعاكسة لمواعيد الله. لكن هذا غير صحيح. وهناك مَنْ ينادون بمسيحية الرفاهية، وهذا ضد تعاليم كلمة الله. إن التقلبات في حياتنا شيء وارد. ونحن نختبر كفاية الرب لنا في الجبال والبقاع، وأنه رفيق لنا كل درب العمر، في الرحب والضيق، في الصحة والمرض، بالنهار والليل.

إن جفاف النهر قد يكون حرمانًا من بركات تعوّدنا عليها، أو أشخاص تعلقنا بهم وعلقنا عليهم آمالاً كبيرة، ووجدنا منهم معونة ومساعدة ولمسات محبة في وقت الحاجة. قد تذهب الصحة ونجد أنفسنا بجوار النهر الذي جف. أو نفقد مصدرًا للدخل كنا نعتمد عليه ونطمئن لوجوده. قد نواجه فشلاً أو إخفاقًا في الحياة العملية، أو في مشروع كان يومًا ناجحًا. وبذلك نجد أنفسنا بجوار النهر الذي جف.

ونحن في طبيعتنا الميل للتعلق بالمنظور والموارد الأرضية، لكن الآب الحكيم، والذي يعلم أننا نحتاج إلى هذه الأشياء، قد يسمح أن نُحرَم منها، ويجف النهر، لكي نمارس الإيمان في الله الحي. وإذا أغلق الرب في اتجاه، فسيفتح أمامنا مصادر أخرى، ويقودنا إلى بركات أعمق «جعلت أمامك بابًا مفتوحًا ولا يستطيع أحد أن يغلقه» ( رؤ 3: 8 ).

عند كثرة همومي وآلامي عندما أرى الأبواب تُوصدُ أمامي
أنت وحدك ... أنت وحدك أنت وحدك تفتحُ ليَّ الأبواب

ومع أن إيليا كان سعيدًا بجانب النهر، لكنه لم يُعفَ من تدريب عميق للنفس في حياة الإيمان. إذ أنه كان يُفرَّغ من إناء لإناء، وكان من الضروري أن يُمتحن، ما إذا كان مُعتمدًا على نهر كريث، أو على إله إسرائيل الحي. لهذا كان «بعد مدة من الزمان أن النهر يبس». فقد يؤثر القحط في نهر كريث، لكنه لا يمكن أن يؤثر في الله، ولا في رجال الله الذين يتكلون عليه، فوعد الله الثابت لإيليا هو طمان القلب ومستنده، سواء جف النهر أم جرى، فعلينا أن نتعلَّم ألا نثق في العطايا، بل في الله نفسه المُعطي.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net