الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مفديون بالدم الكريم
افتُديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب... بل بدم كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 ، 19)
إن ثمن فدائنا غالٍ جدًا:

أولاً: من الناحية السلبية: «لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب». إن الرجل الغني، الذي اعتاد أن ينظر إلى ثروته كمفتاح لكل سعادة، أحيانًا يصطدم بالحقيقة؛ أنه ما أقل ما تستطيع الثروة أن تعمله. فهي لا تمس إلا المحيط الخارجي للحياة، لكنها تفشل تمامًا في الأمور التي تختص بجوهر الوجود البشري. فهي لا تستطيع أن تعوِّض عن كلمات قيلت في قسوة، ولا عن عهود نُكثت، ولا تستطيع أن ترُّد الحياة لعزيز عَلَت وجهه صفرة الموت، ولا تستطيع أن تعوِّض عن نقص في المحبة ( نش 8: 7 ). فالثروة تستطيع فقط أن تفدي الأمور التي تفنى نظيرها، لكنها حين تدخل، أو تحاول أن تدخل، في دائرة النفس والأمور الأبدية، يُعاق طريقها ويتوقف عملها. إنه من المُحال أن يكون فداء النفس من الخطية «بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب».

كان يمكن أن يعطي الله شموسًا من ذهب، ونجومًا من فضة، وكواكب تتلألأ بالأحجار الكريمة، لكن شيئًا من هذه ما كان يكفي لتحرير نفس واحدة من لعنة الخطية وعقابها، أو يحولها إلى نفس أمينة مُخلصة. إن نفسًا واحدة لا توازيها كل كنوز ولآلئ وذهب السماء، فلا مكان للمادة في ميزان الأبدية. لذلك، فلكي يفدي الله الإنسان، قدَّم، لا أشياء، بل حياة، وبذل، لا عطاياه، بل نفسه.

ثانيًا: من الناحية الإيجابية: «بل بدم كريم ... دم المسيح». الدم هو حياة كل جسد، والحياة هي أثمن ما يمتلكه الإنسان، وأسمى هبات الله. وحين يقدم الإنسان تضحية أقل من الحياة من أجل غيره، فقد فشل في تقديم أكمل صورة من حياة البذل والتضحية. أما إن قدّم حياته، فقد قدّم كل ما لديه، وفعل كل ما يمكن عمله. وحين يُذكر الدم مقترنًا ببذل الحياة، فهذا يعني تضحية أعظم مصحوبة بآلام شديدة.

ومن الأهمية بمكان أن نُشير إلى أن موت المسيح لم يُدبَّر عقب سقوط الإنسان، لكنه كان في تدبير الله قبل تأسيس العالم، قبل أن تولد الجبال، وقبل أن توضع النجوم في أفلاكها، كان في فكر وقصد الآب أن يكون ربنا يسوع المسيح هو الحَمَل المذبوح «معروفًا سابقًا (أو معينًا من قبل) تأسيس العالم». فيا لروعة النعمة!!

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net