الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التلميذ الذي رفض محبة الرب يسوع!!
قال له يسوع: الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مُسلّمه. ( يو 13: 10 ، 11)
في عشاء الفصح الأخير في العُلية، كان الصراع عنيفًا بين الراعي المُحب؛ الرب يسوع المسيح، وبين الذئب المفترس: الشيطان؛ من أجل يهوذا. ورضيَ الرب يسوع أن يسعى إلى قلب يهوذا بالمحبة. فقد ركع «السيد والمعلم» على ركبتيه وغسل أرجل التلاميذ، وغسل أيضًا رجلي يهوذا!! ويا له من منظر يُثير الدهشة.

وتصوّروا معي: «ربي وإلهي»، يغسل أوساخ القدمين، ويتطلع في وجه يهوذا. هل انسكبت دموع غالية من عينيه الطاهرتين، لتأخذ مكانها عند القدمين الملوثتين؟ لقد كان "حلو اليدين" يخاطب قلبه، يقرع على بابه. كانت القرعات قوية تجسّمت فيها كل معاني المحبة وإنكار الذات، فقد ركع السيد والمعلم على ركبتيه، وغسل رجلي يهوذا!!

أ لم تلتقِ نظراتك يا يهوذا وقتئذ بعيني سيدك؟! أ لم تحس بقشعريرة تسري في بَدَنك لتحرِّك مشاعرك عندما لامست اليدان الطاهرتان قدميك المتسختين؟! كيف جاهدت حتى تضبط مشاعرك؟! وكيف جرحت أحاسيس المُحب الذي ألقى إليك بحبه الغامر لإرجاعك عن طريق الهلاك؟! كيف احتفظت بصمتك فلم تتكلم؟! كيف أفلت من نظرات الرب، حتى لا تخونك أعصابك كما خُنت أنت سيدك؟! كيف بعد كل هذا، استطعت أن تخون المجيد الفريد الذي «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى»؟!

وبعد أن أكمل السيد غسل الأرجل، أخذ المنشفة التي اتزر بها، وكان يجفف الأرجل التي أزال أوساخها في صمت مُطبق ورهيب. وأمام صمت المعلم، ربما أخذ يهوذا يُمني نفسه بأمنية كاذبة: "ربما لا يعرف المعلم شيئًا عن عزمي". ولكن الرب يسوع قطع حبل التفكير والظنون بكلماته الرائعة: «الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم». وعلم يهوذا ـ تمام العلم ـ لماذا اضطر الرب يسوع أن يضع هذا التحفظ في تصريحه «لأنه عرف مُسلّمه، لذلك قال: لستم كلكم طاهرين» ( يو 13: 10 ، 11). ورغم هذا التصريح المباشر، لم تحرك هذه الكلمات قلب يهوذا ولا ضميره، وتسللت الكلمات من أذنيه ومن قلبه، ومرّت كغيرها دون أن يحرّك ساكنًا .. فيا للقساوة!!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net