الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود ومأساته
إن وجدت نعمة في عيني الرب، فإنه يُرجعني ويُريني إيِّاه ومَسكنه، وإن قال هكذا: إني لم أُسرّ بك. فهأنذا، فليفعل بي حسبما يحسن في عينيه ( 1صم 15: 25 ، 26)
إننا في وسط التجارب والضغوط، إما أن نسلك طريقًا صحيحًا أو نتخذ موقفًا خاطئًا. والأخير ضار لصحتنا ونمونا الروحي. والموقف الصحيح ينمي ويقوّي صحتنا الروحية. أما الموقف الخاطئ فهو يتمثل في امتعاضنا وعصياننا ضد الرب والإنسان معًا، في تذمر ورثاء الذات، والمرارة والاستياء، والإحباط والقلق. ومن الناحية الأخرى، فإن الموقف الصحيح هو خضوع الإرادة ووضع الثقة في الله، والإنحناء لحكمته وعنايته الإلهية. والشخص الذي هذا مسلكه، ينتظر الرب الذي هو صخرته ومُخلصه، ومصدر قوته، ورجائه ومجده وملجأه ( مز 62: 1 - 7).

نقرأ في 2صموئيل 15 عن ثورة أبشالوم ضد أبيه؛ الملك داود. وكان التآمر قويًا، وسبَّب لداود حزنًا عميقًا، إذ كان هاربًا من ابنه المُطالب بحياة أبيه!! فماذا كان رد فعل داود إزاء هذه الظروف الصعبة؟ هل الاستياء والتذمر ورثاء النفس؟ هل كان التمرد والشكوى؟ كلا. فنحن نسمعه وهو في وسط هذه المُعاناة يقول: «فليفعل بي (الرب) حسبما يحسن في عينيه». وبالرغم من اضطرابه وبؤسه، فقد كان داود خاضعًا، بل ومسرورًا، لأن الرب يمسك به في طريقه. لقد أيقن أن إرادة الرب هي الأفضل، حتى ولو كان ذلك يعني فقدانه لعرشه، أو حتى فقدانه لحياته نفسها!

لقد وجد قلب داود المضطرب راحته في الإرادة الإلهية. وهكذا الأمر معنا، حينما نجد راحتنا الحقيقية لقلوبنا المسكينة في ذات الموضع، إذ نتعلم أن نرى يد الرب في كل شيء، وهكذا نكون «شاكرين كل حين على كل شيء» ( أف 5: 20 ). وعندما نتعلم هذا الدرس: درس الخضوع لمشيئة الرب، فإن ذلك يعني تحقيق تقدم ملموس في مدرسة الله، وهكذا يتحقق النمو الحقيقي للإيمان.

إن الخضوع لإرادة الرب الإله، شيء يختلف كل الاختلاف عن مجرد الحزن والكآبة والصمت والعجز أمام أمر محتوم. إنه الثقة في ذلك الشخص الذي لا تخطئ حكمته وصلاحه اللامحدود، والذي أعماله لا يمكن أن يعتريها أي خطأ. وإن حقيقة كون إرادة الله يتعذر إلغاؤها، قد تملأني خوفًا، ولكن من الناحية الأخرى، فإن حقيقة أن الرب يريد ما هو لخيري، تجعل قلبي فَرِحًا وسعيدًا ( رو 8: 28 ).

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net