الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ننتظر مخلصًا
فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ( في 3: 20 ، 21)
يستعرض الرسول بولس في العبارات التي في صدر المقال، المستقبل السعيد الذي ينتظرنا. هذا هو "الرجاء الموضوع أمامنا"، "الرجاء المبارك". نعم إننا ننتظر شيئًا أسمى بما لا يُقاس مما ينتظره الذين «يفتكرون في الأرضيات»، أولئك «الساكنون على الأرض». فنحن ننتظر مخلصًا.

وتتكرر كلمة «ننتظر» بحسب الأصل اليوناني في العهد الجديد 8 مرات، رقم الخليقة الجديدة. وهي كلمة تعني أنه مهما طال الزمن سننتظر، وسنظل مترقبين بصبر رغم عامل الوقت. ولقد وردت هذه الكلمة عينها في رومية 8 ثلاث مرات، وتُرجمت هناك «متوقعين» ( رو 8: 19 ، 23، 25).

ذكر أحد الأفاضل أنه عندما سمع عن مجيء الرب لأول مرة، وأشرقت هذه الحقيقة بقوة في قلبه، فإنه كان عندما يمضي لينام، كان يتوقع أن يأتي الرب قبل أن يستيقظ، وإذا استيقظ، كان يتوقع مجيء الرب قبل أن ينتهي اليوم. هذه هي على ما أعتقد الترجمة العملية للكلمة اليونانية التي تُرجمت هنا «ننتظر»، وتُرجمت في رومية8 «نتوقع». ويا ليتنا نعود إلى هذه الأشواق العذراوية لمُلاقاة العريس.

إذًا فنحن لا ننظر حولنا لكي نرى علامات، بل ننظر فوقنا منتظرين الذي لأجلنا قد مات. ولقد كان إبراهيم أبو المؤمنين أيضًا ينتظر. قيل عنه إنه «بالإيمان تغرَّب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكنًا في خيام مع إسحاق ويعقوب ..... لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» ( عب 11: 9 ، 10). فكم بالحري نحن الذين لا ننتظر مدينة سماوية فحسب، بل ننتظر رب الفداء، وعريس السماء؟ .. إن ذاك الغالي على قلوبنا، والذي ننتظره، سيأتي إلينا يومًا وذا قريب «ماران أثا» ( 1كو 16: 22 ).

وعندما يأتي، سيغير شكل جسد تواضعنا. ولذلك فنحن «نئن مشتاقين .. أن نلبس ... مسكننا الذي من السماء» ( رو 8: 23 ). فهذا الجسد الترابي الذي نلبسه الآن، مُصمّم للأرض ولا يصلح لتحمل مجد السماء، ولهذا فإن الرب سوف يغيره ليكون على صورة جسد مجده، وساعتها سيتم القول: «نكون مثله لأننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 ).. فيا ليت عيون قلوبنا تكون شاخصة إلى السماء في انتظار للمخلص الحبيب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net