الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 24 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دعوة الله العُليا
ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم ... وقال له: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، وهلم إلى الأرض التي أُريك. فخرج... ( أع 7: 2 - 4)
بعد الطوفان بأكثر من أربعمائة سنة، احتمل الله خلالها شر العالم، ظهر كإله المجد لإنسان على الأرض، وتعامل معه على مبدأ جديد، هو مبدأ دعوة الله المُطلقة، ولا شأن لهذا المبدأ الجديد مع العالم، فلم يتعرَّض للحكومات، ولم يضعها جانبًا، كما لم تكن هناك فكرة لتحسين وإصلاح العالم وشره. فلقد ترك الله العالم كما هو، وأعلن بهذا المبدأ الجديد، حقه في الاختيار من مجرد نعمته الغنية.

وما أحوجنا إلى التثبُّت من هذا الحق الثمين الهام ـ حق دعوة الله المُطلقة، خصوصًا عندما نتحول إلى العهد الجديد، حيث نرى الله في مُطلق سلطانه يتعامل بهذا المبدأ عينه، والكنيسة ليست سوى أفراد دُعوا بالنعمة. والرسول بولس لا يُخبرنا أن الله «خلَّصنا» فقط، بل «دعانا» أيضًا، وهذه الدعوة هي: «دعوة مقدسة ... بمقتضى القصد والنعمة» ( 2تي 1: 9 ). ويذكّرنا الرسول أيضًا أن المؤمنين «مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 ) ويطلب من المؤمنين بوصفهم «شركاء الدعوة السماوية» ( عب 3: 1 ). كذلك الرسول بطرس يُخبرنا أن الله «دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» ويختم بالقول: «إله كل نعمة .. دعانا إلى مجده الأبدي» ( 1بط 2: 9 ،5: 10)

من هذه الأقوال كلها، يتضح أن المؤمنين لم يخلصوا فقط، بل دُعوا أيضًا. ونحن الذين حصلنا على الخلاص الذي بالإيمان بالمسيح وعمله الكامل، هل نكتفي بمعرفة هذا القدر، ونستريح على أن خطايانا قد غُفرت به، وأننا احتمينا من الدينونة وخلصنا من جهنم، ناسين أن إنجيل الخلاص إنما يتضمن أيضًا دعوة الله لنا إلى مجد المسيح؟ إن الرسول بولس لا يكتفي بالقول إلى مؤمني تسالونيكي «أن الله اختاركم من البدء للخلاص»، بل يضيف إلى ذلك قوله: «الذي دعاكم إليه بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح» ( 2تس 2: 13 ، 14).

هذه الفصول العديدة توضح لنا بكل جلاء أن الله إذ دعانا، فذلك راجع إلى أنه قصد ذلك في قلبه إشباعًا لعواطفه الإلهية، كما نرى أيضًا أن هذه "الدعوة" تتضمن دعوتنا من عالم موضوع في الظلمة والجهل بالله، إلى النور العجيب، نور كل ما قصده الله لنا في المسيح ربنا، وإن كنا مدعوين للسماء، فذلك لكي ننال مجد ربنا يسوع المسيح. إن جعالة دعوة الله العُليا، هي أن نكون مع المسيح ومثله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net