الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لذاتي مع بني آدم
لما ثـبَّت السماوات كنتُ هناك أنا .. كنتُ عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذته، فَرحة دائمًا قدامه. فَرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم ( أم 8: 27 - 31)
ابن الله الأزلي صار في ملء الزمان ابن الإنسان، الكلمة الأزلي صار جسدًا وحلَّ بيننا. وخالق العالم وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، والموجود باستمرار في حضن الآب، كان كطفل لا حول له، راقدًا في حضن أمه. كان ابن الله طفلاً خاضعًا لأبويه الأرضيين، وهو الذي أمامه تسجد وتجثو أجناد السماء، وعاش مجهولاً حتى بدأ خدمته، ولم يكن يُعرف إلا بابن النجار.

لِمَ كل هذا الاتضاع؟! ولِمَ كل هذه التضحية؟! الجواب: «لذاتي مع بني آدم». أي شهادة نجدها عن نعمته، عندما نتأمل في بيت سمعان الفريسي وهو يرحِّب بالمرأة الخاطئة، وكانت تبكي عند قدميه. لقد وجد مسرته في رؤيتها، في توبتها، في محبتها. وقلبه إذ امتلأ بالفرح عندما وجد خروفه الضال، قال لها: «مغفورة لكِ خطاياك ... إيمانك خلصك، اذهبي بسلام» ( لو 7: 48 ، 50).

شهادة أخرى عجيبة عن محبته لبني آدم، عند بئر سوخار ( يو 4: 1 - 34)، حيث جلس بعد تعب رحلة طويلة شاقة، وإذا امرأة شقية كانت أسيرة شهواتها، وعار قريتها، تقترب من البئر لتستقي. وهنا نجد الرب يسوع ينسى عطشه وتعبه، ويقود هذه الخاطئة البائسة إلى معرفة عطية الله ونبع المياه الحية التي تنبع إلى حياة أبدية وعبادة الآب بالروح والحق. لقد كان فتح باب البركة أمام هذه السامرية بالنسبة له طعامًا وغذاءً: «لذاتي مع بني آدم».

ألا ترى ذلك عندما تهلل بالروح وحمد أباه لأنه أعلن أمور السماء للأطفال ( لو 10: 21 )؟ وأيضًا عندما قال له التلاميذ إن اليونانيين يسعون لرؤيته فيُجيبهم بالقول: «قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان» ( يو 12: 23 ). ولكي يكون هذا، كان لا بد أن يجتاز الموت ويرى مقدمًا حصاد المستقبل الوفير. وكم هي غنية نعمته لبني آدم والتي تبدو في كلماته في إنجيل لوقا12: 50 «ولي صبغة أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تَكمل؟». لقد كان يفكر في النتائج المباركة لسفك دمه وآلامه على الصليب لفداء الخطاة، المحبة التي جعلته يبذل ابنه لكي يكون لنا به ـ أي بموته حياة. والابن يقدم نفسه لأجلنا. حقًا، إن «لذاته مع بني آدم».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net