الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها. تدعو في رؤوس الأسواق، في مداخل الأبواب. في المدينة تُبدي كلامها ( أم 1: 20 ، 21)
تطالعنا في سفر الأمثال ثلاثة أصوات تدعو الإنسان، ألا وهي:
1ـ صوت التأديب: «اسمع يا ابني تأديب أبيك، ولا ترفض شريعة أمك» ( أم 1: 8 ). إنه صوت الله أبينا الذي يرسم لنا طريقًا آمنًا من التجربة.
2ـ صوت التجربة: «يا ابني، إن تملَّقك الخطاة فلا ترضَ. إن قالوا: هلم معنا لنكمن للدم ... فنجد كل قنية فاخرة، نملأ بيوتنا غنيمة» ( أم 1: 10 - 13). إنه صوت الخداع، صوت الوحشية، صوت الآمال الكاذبة. ولكي لا ننخدع بصوت التجربة، علينا:
أ ـ أن نتجنب المعاشرات الردية: «يا ابني، لا تسلك في الطريق معهم. امنع رجلك عن مسالكهم» (ع 15).
ب ـ أن لا نلهو مع التجربة: «لأنه باطلاً تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح» (ع 17). أما كل مَنْ يستجيب لصوت التجربة، فلن يجني سوى الهلاك (ع 18).
3ـ صوت الخلاص: والذي يذيع صوت الخلاص هو الرب يسوع المسيح «الذي صار لنا حكمة من الله ...» ( 1كو 1: 30 ).
أ ـ كيف ينادي؟ الإجابة: بصوت عال، بواسطة الخليقة ( رو 1: 20 ( رو 2: 14 - 4)، وبواسطة الضمير (رو2: 14- 16).
ب ـ وأين ينادي؟ «الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها، تدعو في رؤوس الأسواق، في مداخل الأبواب. في المدينة تُبدي كلامها» ( أم 1: 20 ، 21؛ 8: 1- 3). إن الحكمة تُعلن نفسها للجميع، وبشارة الخلاص مُقدمة للجميع.
ج ـ مَن يدعو؟ إنه يدعو الجهّال (البسطاء)، والمستهزئين، والحمقى (الأغبياء) (ع 22؛ 8: 4، 5).
د ـ ماذا يقول؟ إنه يوجه اتهامًا ( أم 1: 22 ) ثم يبسط دعوة «ارجعوا عند توبيخي. هأنذا أفيض لكم روحي. أعلمكم كلماتي» ( أم 1: 23 ).
هـ ـ ما هي إجابتك على دعوة الحكمة؟ لا يمكنك أن تكون مُحايدًا إزاءها، فإما أن تقبلها فتتمتع بالحياة الأبدية بكل بركاتها ( أم 3: 13 - 19؛ 8: 17- 21)، وإما أن تصُم أذنيك وتستهزئ، فتضحك الحكمة عند مجيء بلية الرافض لدعوتها (ع 24- 32؛ 8: 36) «اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم» ( عب 4: 7 ).