الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حقل بوعز وليس آخر
فقال بوعز لراعوث: ألا تسمعين يا بنتي؟ لا تذهبي لتلتقطي في حقلٍ آخر. وأيضًا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي ( را 2: 8 )
قال بوعز لراعوث ناصحًا: «لا تذهبي لتلتقطي في حقلٍ آخر ...» لماذا؟ ذلك لأن بوعز سيد في حقله، وطالما هي في حقله، فهو يحميها، وهو يقدم لها من غناه كل ما تدفعه إليه عواطف قلبه. لهذا يشدد بوعز على راعوث أن لا تترك حقله.

وهذه هي رغبة ربنا يسوع المسيح، فهو يريد منا أن نكون على الدوام في حقله، أي في حالة الشركة معه ومع شعبه، فنتمتع بحمايته، ونتمتع بكفايته، ونتمتع بمحبته. فيا ليت الرب يساعدنا جميعًا لنوجد في كل حين في شركة معه، بين شعبه، ولا نُرى باحثين لأنفسنا عن أفراح العالم بين أهله.

وهكذا يواصل بوعز نُصحه إلى راعوث، فيقول لها: «عيناكِ على الحقل الذي يحصدون ...» (ع9). وما كان أشد حاجة راعوث إلى نصيحة كهذه، لأنها كانت عُرضة لأن تبقى في حقل بوعز، بينما عيناها تنظران إلى حقل آخر. ومَنْ يدري، ربما يظهر لها هذا الحقل الآخر أنه أكثر جاذبية، فيتعلق قلبها به، وبذا يسود على عواطفها شيء خارج عن حقل بوعز، وهنا الخطر وكل الخطر. وما أكثر المسيحيين في أيامنا الحاضرة الذين نشاهدهم في الظاهر في حقل الرب، ونظنهم بين شعبه، بينما عيونهم في الحقيقة تتطلع إلى العالم، وقد ملك العالم قلوبهم. لهذا تدارك بوعز الخطر، فنصح راعوث قائلاً: «عيناكِ على الحقل الذي يحصدون».

ولا شيء يحفظ عيوننا من النظر إلى العالم، إلا نظرنا إلى الرب وتفرُّسنا فيه، وتأملنا في البركات الروحية التي لنا في شخصه العزيز. وطالما كانت عيوننا ناظرة إليه، وقلوبنا مشغولة به، لا يتوانى عن أن يُظهر لنا ذاته أكثر فأكثر، كمن يهمه أمرنا، وكمَنْ فيه كل الكفاية لنا.

وما أجمل ما أُعد لإرواء ظمأ هذه النفس الحديثة الإيمان بالله، فبوعز يوجه نظرها إلى المياه التي استقاها الغلمان، ويطلب إليها أن تشرب منها كلما أحسَّت بعطش «وإذا عَطشتِ، فاذهبي إلى الآنية واشربي مما استقاه الغلمان» (ع9). وما عمله الغلمان هنا يعيّن لنا، على طريقة روحية، ما يجب أن يعمله خدام الرب الذين عليهم أن يستقوا من الرب، وهو النبع الدائم، ما من شأنه أن ينعش النفس ويرويها.

ج. ب. روبرت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net