الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باب الرحمة
لتُعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرق من العلاء ( لو 1: 77 ، 78)
ماذا كنا نصنع لو لم يكن الله رحيمًا؟ أُجيبك بالصدق يا عزيزي القارئ: لو لم يكن الله رحيمًا، ما خلص إنسان واحد في هذا العالم. توجد قصة عن رجل حلم أنه في حقل متسع، تهّب عليه رياح عاصفة. وإذ كان يبحث بشدة عن مكان ليلجأ إليه، وقع نظره على منزل كُتِبت على بابه هذه الكلمة «القداسة». وإذ ظن أنه يمكن أن يلجأ إليه، ذهب وقرع على بابه. عندئذ خرج إليه شخص من الداخل لابسًا حُلة بيضاء وأفهمه أنه لا يمكن دخول أحد إلا القديسين، وهو ليس كذلك لا مركزًا ولا حالة. ترك الرجل هذا المكان وأسرع إلى مكان آخر، وقع بصره عليه، مكتوب على بابه "العدل". ولكن كان على هذا الباب حرّاس مُسلَّحون، ولا يمكن أن يُدخِلوا سوى الأبرار. وأخيرًا، إذ قارب اليأس، رأى ضوءًا يشع من مكان بعيد، فأسرع إليه. وعند وصوله، وجد باب هذا المنزل مفتوحًا على مصراعيه، وعلى الباب ملائكة يبتسمون ويرّحبون بجميع الراغبين في الدخول. هذا البيت كُتب على بابه «الرحمة»، دخل هذا البيت فرحًا واحتمى فيه من الرياح العاصفة، كما قُدمت له مائدة عليها من الأطعمة ما أشبعه وأرواه.

لا يمكن أن يجد أي شخص ملجأ إلا عن طريق الرحمة. إن هذا الباب، دون سواه، يُفتح لأردأ الخطاة الذين يشعرون بعدم الاستحقاق. ولا يجد فيه الخاطئ مجرد حِِمى، بل يجد الله بقلبه المملوء بالمحبة التي لا حد لها. إلى هذا الباب يهرب كل خاطئ، فيحتمي فيه من الدينونة والغضب والهلاك الأبدي. وإذ يدخل منه ويفرح بأمنه، يعرف أنه داخل البيت، كل مَنْ فيه أولاد الله المحبوبون منه. إن قلب الله هو الحِمى الحقيقي للإنسان. هذا القلب الفائض بالمحبة للخاطئ إذ يجد فيه، بالإيمان بالمسيح، غفرانًا لجميع خطاياه. كما يجد فيه بعد الإيمان ما يطمئنه من جهة كل ما يصادفه في غربته في هذا العالم، إلى أن تنتهي الغربة ويدخل بالفعل إلى بيت أبيه في السماء «الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح» ( أف 2: 4 ، 5). وما زال هذا الباب، باب الرحمة، مفتوحًا، فهل تنتهز الفرصة وتأتي إليه قبل فوات الأوان؟

تعال إليه الآن .. إنه رحيمٌ ومُحبٌ ...

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net