الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يفيض القلب فيتكلم الفم
اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدًا، أو اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديًا، لأن من الثمر تُعرف الشجرة. يا أولاد الأفاعي! كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار؟ ( مت 12: 33 ، 34)
الرب يتكلم هنا بمَثَل، فالشجرة هي القلب، والثمر هو الكلام. فالكلمات التي تخرج من الفم، تحدد حالة القلب «فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم». الكلمات الصالحة تُشير إلى قلب صالح، والكلمات الشريرة الرديئة، تُشير إلى قلب رديء شرير. إما أن يكون القلب صالحًا أو شريرًا، وما يفيض به القلب عبر الشفتين، يشير إلى محتواه.

عندما يفيض بعض الماء القليل من وعاء كبير، ونرى أن الماء الذي انسكب هو ماء قذر، لا نحتاج إلى أن نفحص ما تبقى في الوعاء من ماء، فهو قذر أيضًا. هذا ينطبق على قلوبنا، فإن كانت مملوءة بالشر والنجاسة وعدم الإيمان، فإننا ننطق بكلمات فاسدة تشير إلى الحالة السائدة في هذه القلوب.

وفي يعقوب 3: 9- 12 يتحدث يعقوب عن التناقض والتقلب اللذين يُظهرهما أصحاب التدين الكاذب، فيقول: «أ لعل ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة، العذب والمُرّ؟ هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونًا، أو كرمة تينًا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماءً مالحًا وعذبًا!». ويستخدم يعقوب صورتي الينبوع والشجرة، ويقول إن شجرة التين لا تصنع زيتونًا أبدًا، فنوع الشجرة يحدد نوع الثمر. إنها الصورة عينها التي استخدمها الرب يسوع في متى12: 33- 37. فالشجرة هي القلب، والثمر هو الكلام. ثم يقول يعقوب بأن ماءً مُرًا مالحًا يخرج من نبع مياه، يدل على أن ماء النبع كله مرُّ ومالحٌ.

هاتان الصورتان (الينبوع والشجرة) متوازيتان، إلا أنهما ليستا متطابقتين: فالشجرة الردية تُشير إلى الطبيعة القديمة، أما الصالحة فتُشير إلى الطبيعة الجديدة. فالطبيعة القديمة لا تستطيع أن تُنتج ثمرًا صالحًا، هذا ما أكده الرب مرارًا: الطبيعة الجسدية القديمة لا تنتج إلا ثمرًا يتناسب مع تلك الطبيعة. أما الينبوع فهو إشارة إلى الروح, الينبوع العذب النقي هو الروح القدس ( يو 4: 14 )، أما الينبوع المالح المرّ، فهو روح آخر. وعندما يشير الفم إلى وجود فسادٍ ما، فنحن أمام مشكلتين مؤكدتين: الأولى هي أن الطبيعة القديمة الفاسدة لم تتغير، ومن الطبيعي أن تنتج هذه الطبيعة ثمرًا فاسدًا، أما الثانية فهي تدخُّل روح آخر، ليس هو روح الله، فينبع ذلك الروح ماءً نجسًا. وجوهر التعليم واحد في الحالتين: حالة القلب الداخلية، تحدد ما يخرج من الفم.

درك برنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net