الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس ودموع التوبة
فالتفت الرب ونظر إلى بطرس ... فخرج بطرس إلى خارج وبكى بُكاءً مُرًا ( لو 22: 61 ، 62)
ما أعظمها نظرة من عيني الرب، تلك التي غيَّرت فجأة كل شيء عند هذا التلميذ المسكين «فخرج بطرس إلى خارج وبكى بُكاءً مُرًا». وهنا نجد مشاعر التوبة «وأثمارًا تليق بالتوبة» ( لو 3: 8 ). وكم من مرة يريد القلب الخدَّاع النجيس أن يكتفي بواحدة من الاثنتين. فنجد شخصًا يُظهر مشاعر التوبة، ويظل كما هو دون تحوُّل عن طريقه الخاطئة. هذه مشاعر بلا ثمر، إنها غير حقيقية، وبلا قيمة «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة» ( 2كو 7: 10 ) أي توبة لا رجعة فيها. وهكذا كان الحال مع بطرس، لقد هزته نظرة الرب بعُنف، فخرج إلى خارج المكان الذي كان بالنسبة له فخًا ومصيدة، وهناك بكى بدموع التوبة وإدانة الذات.

إن الإنسان سريع الهبوط على الطريق المنحدر، لكن شاق هو الصعود من الهوة السحيقة. والآن بالنسبة لبطرس، فإن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يمد له يد المعونة، هوذا يُساق إلى جلجثة، ويُسمَّر على خشبة. ثم ينزل أخيرًا إلى القبر. فماذا كان وقع هذه كلها على القلب والضمير المُثقلين بخيانة شنيعة؟ لكن الرب لم ينسَ تلميذه المسكين في مرارة نفسه. إنه من قبل أن يسقط، صلى الرب من أجله ( لو 22: 32 )، ثم وهو في سقوطه جاءت تلك النظرة الرحيمة المليئة بالمحبة. ثم بعد سقوطه، كان الرب يعمل باستمرار لرَّد نفسه. فقد اهتم الرب أن يكون بطرس هو أول مَنْ يسمع بخبر قيامته ( مر 16: 7 ). ونحن نعرف أنه ظهر أولاً لبطرس قبل كل التلاميذ، كالرب المُقام ( 1كو 15: 5 يو 20: 4 ). وقبل هذه المقابلة جرى بطرس بقلب مُثقَّل إلى القبر ( يو 21: 9 ). لكنه فيما بعد عند بحر طبرية، لما سمع أن الرب هو الواقف على الشاطئ «اتزر بثوبه ... وألقى نفسه في البحر» ( لو 22: 32 ) لأنه لم يَطق صبرًا على عدم الاستمتاع بحضرة الرب، وكان الرب قد جهز له جمرًا للدفء، وهناك كرر على مسامع تلميذه ثلاث مرات، سؤالاً به كشف عن عُمق الهوة التي سقط إليها تلميذه، وأقنع بطرس بأنه لا ثقة في الجسد على الإطلاق. هناك كشف الرب عن سبب السقوط المُحزن، وفي نفس الوقت عَهَد إلى بطرس بإرسالية جديدة، وإلا فما كان ممكنًا أن تتحقق كلمات الرب «وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك» (لو22: 32).

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net