الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل أنت خاضع ؟
فأخبره صموئيل بجميع الكلام ولم يُخفِ عنه. فقال: هو الرب. ما يحسن في عينيه يعمل ( 1صم 3: 18 )
في شخصية عالي رئيس الكهنة، نجد روح الخضوع للإرادة الإلهية تظهر جلية. لقد اجتاز عالي في ظروف مأساوية. فابناه كانا كاهنين ( 1صم 1: 3 )، ورغمًا عن وظيفتهم المقدسة، إلا أنهم كانوا أشرارًا.

وفي 1صموئيل2: 17 نقرأ عن شر ابني عالي أن: «كانت خطية الغلمان عظيمة جدًا أمام الرب، لأن الناس استهانوا بتقدمة الرب». إن خطيتهم هذه كانت ذات شقين: فهم بكل أنانية كانوا يأخذون ما يروقهم من الذبائح من الجانب الواحد، ومن الجانب الآخر، احتقروا الرب حيث كانت نفوسهم لها الأسبقية عن نصيب الرب (ع29). أضِف إلى ذلك أنهم كانوا «يضاجعون النساء المجتمعات في باب خيمة الاجتماع» (ع22). وفي 1صموئيل2: 22- 26 نقرأ عن عالي أنه كان يسمع عن الأمور الخبيثة لأولاده، وأنهم كانوا يقودون شعب الله ليتعدوه، إلا أن توبيخه لهما كان ضعيفًا. وكحقيقة مُقررة، وطاعة للناموس، كان يجب على عالي أن يحكم عليهما بالموت ( تث 21: 18 - 21). وحينما أعلن الرب للصبي صموئيل أنه مُزمع أن يُميت ابني عالي بسبب خطيتهما، فإن الصبي أعلن ذلك لعالي الكاهن المتقدم في السن. وهل تتصور مقدار التجربة ووقعها على قلب أب، أكثر من إعلان موت ابنيه وهما في مقتبل العمر؟

وفي مقابل هذه الأخبار المؤلمة، فإن خضوع عالي لهذا الحكم الإلهي، جعله يقول: «هو الرب. ما يحسن في عينيه يعمل» ( 1صم 3: 18 ). إن هذه الكلمات تجسد الخضوع العجيب ليد الرب. يا له من خضوع متسامي لإرادة الرب، وقوة كفاية نعمته لتتحكم في العواطف الجياشة لقلب الرجل. استمع ـ أخي القارئ ـ إلى قوله «هو الرب. ما يحسن في عينيه يعمل» إزاء كارثة حملت خبرها رسالة إلهية، كقرار أسيف لبيته! لقد رأى يد الرب في كل شيء، ولقد كان راضيًا ومُقدرًا ليد الرب لتأخذ طريقها القويم.

إن قصة عالي تعلن لنا التمييز الحقيقي لسلطان الرب، والتسليم له دون تذمر، مما يمنحنا السلام وسط الأحزان، ويجعلنا بتسليم كامل نُخضع نفوسنا وأفكارنا لمشيئة الرب.

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net