الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بستان الليل
حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يُقال لها جثسيماني، فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك ( مت 26: 36 )
في بستان جثسيماني، كان الرب يسوع محصورًا بين فعل إرادتين، كل منهما مقدسة وكاملة: من ناحية، الابتعاد عن الخطية ونجاستها، ومن ناحية أخرى تتميم إرادة الآب المقدسة؛ الذي يريد إحضار «أبناء كثيرين إلى المجد»، لكنه رغم ذلك لا يمكنه تجاهل الإهانة الموجهة إلى قداسته من خطية الإنسان.

توجه المسيح للآب بثلاث صلوات.

في الصلاة الأولى طلب "لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن" ( مر 14: 35 )، ويقصد بها ساعة الدينونة وتخلي الله عنه. وكان هذا فكرًا غير مقبول لديه بالمرة، بأن يُحرم ثلاث ساعات كاملة من الشركة مع الله «وقال: يا أبا الآب، كل شيء مُستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت» ( مر 14: 36 ). كانت الكأس مملوة بكل نجاسة الخطية. ومَنْ غير المسيح، كان يعلم كيف سيعامله الله عندما يصير خطية لأجلنا؟ إننا لا نستطيع معرفة عُمق جُرحه النفسي من إزاء سيف رب الجنود ( زك 13: 7 ) في الوقت الذي أسلمه فيه للموت، فقد كان كل هذا يمر أمامه، فكان يصلي «أجِز عني هذه الكأس».

في الصلاة الثانية لم يَعُد يقول: «كل شيء مُستطاع لك»، ولكنه يقول في خضوع: «يا أبتاه، إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس، إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك» ( مت 26: 42 ).

يزداد الألم الناتج عن هذا الجهاد، ويكرر كلام الصلاة الثانية في الصلاة الثالثة ( مت 26: 44 ). لكن في الوقت الذي يتهاوى فيه كل شيء يخص الإنسان، ويخرّ فادينا على الأرض، يرسل له الله ـ الذي يسمعه من سمائه ـ ملاكًا «وظهر له ملاكٌ من السماء يقويه» ( لو 22: 43 ). مخلوق ينزل ليقوّي الخالق!! وماذا رأى هذا الملاك؟ آلامًا رهيبة وعَرَقًا يتصبب على الأرض كقطرات دمٍ.

وإذا كان وصف الأناجيل لهذه اللحظات وصفًا مختصرًا، فإننا نجد في سفر المزامير ما يتيح لنا أن نغوص أكثر في هذه الآلام المُضنية، مثل صرخة مزمور102: 24 «أقول: يا إلهي، لا تقبضني في نصف أيامي». وماذا كان الرَّد الإلهي؟ «إلى دهر الدهور سنوك . الأرض والسماوات … هي تبيد وأنت تبقى … وأنت هو وسنوك لن تنتهي» ( مز 102: 24 - 27).

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net