الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هاجر وملاك الرب
فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية ... وقال: يا هاجر جارية ساراي، من أين أتيتِ وإلى أين تذهبين؟ فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي ( تك 16: 7 ، 8)
ما أعجب أن يكون أول ظهور لملاك الرب في العهد القديم هو لجارية، جارية هاربة من مولاتها. لكننا عندما نصل إلى الإعلان الأكمل في العهد الجديد، سنعرف بصورة أفضل أن ذلك العظيم المجيد، لا يستنكف مُطلقًا أن يذهب وراء شاة ضالة ليردها إلى الطريق السوي. وإذا كان رب الملائكة في نصف النهار التقى مع امرأة ساقطة عند البئر (يو4)، فليس عجيبًا أن ملاك الرب؛ الذي هو المسيح نفسه، يظهر للجارية هاجر في منتصف الزمان عند البئر. واختبرت هاجر هنا ما ذكره داود في ما بعد أن الرب قريب من المُنكسري القلوب، ويخلّص المنسحقي الروح ( مز 34: 18 ).

لكن المكان الذي تقابل فيه ملاك الرب مع هاجر، يحمل إلينا من الدروس الشيء الكثير. لقد التقى بها في البرية، عند عين الماء. ومن ظهور الملاك لها في البرية، نتعلم أن الرب لا يُظهر نفسه للشخص الغارق وسط مسرات العالم وأباطيل الحياة، بل للذي وصل روحيًا إلى البرية, ووصل إلى نهاية كل أمل وعون في أي إنسان. فعندما تنسحب منا مباهج الدُنيا، ونمسي في أرض ناشفة ويابسة وبلا ماء، هناك يظهر لنا الرب.

لكن ليس فقط في البرية، بل أيضًا عند عين الماء، فلا يكفي أن ننسحب من أباطيل الحياة، بل علينا أن نلتصق بكلمة الرب. ويا سعد مَنْ وجد المكتوب، والتصق بالكتاب، وفتش فيه باجتهاد، سيكتشف ذلك الشخص، رجلاً كان أم امرأة، جارية ـ كما هنا ـ أم وزيرًا عظيمًا ـ كما في أعمال8: 26- 28 . نعم سيجد أن الرب حقًا يفتح على الهضاب أنهارًا، وفي وسط البقاع ينابيع، وأن الرب قريب جدًا حقًا إليه، حتى ولو كان في البرية.

ولأن ما يُبنى على الخطأ هو خطأ، فإن الله يُسقطه من حساباته. ولهذا فإن ملاك الرب نادى هاجر هنا: «يا هاجر جارية ساراي». وسألها فأجابت ببساطة على سؤال الملاك. وكانت إجابتها عن واقع الحال بدون مواربة ولا مداورة. وكانت إجابتها أفضل بكثير من إجابة قايين ( تك 4: 9 - 14)؛ فهي لم تُغالط ولا حتى حاولت أن تبرر خطأها، بل اعترفت بالواقع كما هو «فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي. فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها» ( تك 16: 8 ، 9).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net