الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 أغسطس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مبارك الله
مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ( أف 1: 3 )
«مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح» .. يا لروعة هذه الأنشودة التي تتكرر في ثلاثة مواضع في العهد الجديد:

ففيما يتعلق بالماضي، مباركٌ إلى الأبد «الله أبو ربنا يسوع المسيح» ذاك الذي قرر أن يباركنا. ومَنْ ذا الذي يقدر ـ في الزمان ـ أن يوقف تنفيذ قراره الذي كان قبل الأزمنة الأزلية؟ ( أف 1: 3 ؛ 2تي1: 9؛ تي1: 2) .. فلك السجود والسُبح والبركة يا إلهنا.

وفيما يتعلق بالحاضر، مباركٌ إلى الأبد «الله أبو ربنا يسوع المسيح .. الذي يعزينا في كل ضيقتنا» ( 2كو 1: 3 )، فو إن كانت لنا في الزمان الحاضر ضيقات وآلام، ولكن حتى هذه الآلام هي موضوع للسُبح والسجود والبركة لإله وأبي ربنا يسوع المسيح لأنها تنتج نتيجتين ثمينتين: أولاً: تقود المؤمن للتخلي عن أية ثقة في ذاته، ليكون «لنا في أنفسنا حكم الموت، لكي لا نكون مُتكلين على أنفسنا، بل على الله الذي يُقيم الأموات» ( 2كو 1: 9 ).

ثانيًا: تتيح له الفرصة أن يدخل إلى أعماق عواطف الرب. فالآلام الكثيرة تنتج من كثرة التعزيات، «لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا» ( 2كو 1: 5 ).

وفيما يتعلق بالمستقبل، مباركٌ إلى الأبد «الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاءٍ حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات» ( 1بط 1: 3 ). فرجاؤنا المسيحي لا يتعلق بالأمور الحاضرة الأرضية التي تُحيط بنا والتي ستنتهي وتزول في النهاية، ولكن رجاؤنا يتعلق بحياة جديدة ودائرة أخرى جديدة، يتعلق بأشياء سماوية، وإلى هذه الدائرة الحية قد جيء بنا وذلك «بقيامة يسوع المسيح من الأموات».

كل شيء إذًا مؤكد للغاية، ميراثه محفوظ وهو نفسه محروس للخلاص النهائي العتيد أن يُستعلن في الزمان الأخير، فإن قوة الله تحرسنا لتلك اللحظة؛ لحظة الاستعلان. والخلاص على أهبة الاستعلان ـ هذا الخلاص الذي هو الإنقاذ الكامل النهائي مع كل نتائج عمل المسيح الأبدية المجيدة «الذي به تبتهجون» ( 1بط 1: 6 ). وكيف لا نبتهج ونمتلئ بالفرح إذ نتفكر في هذا الخلاص ـ هذا الإنقاذ العتيد ـ الذي يتلخص في كلمة واحدة: المجد؟! ويا لها من مادة عظيمة للشكر والسجود. نعم لك السجود والبركة يا إلهنا.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net