الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 يوليو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبد الكامل
هوذا عبدي الذي أعضده، مُختاري الذي سُرَّت به نفسي. وضعت روحي عليه .. لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ ( إش 42: 1 - 3)
أن نتأمل ونعتبر الخادم الكامل، ليس بالأمر الذي ينعش نفوسنا فقط، ولكنه أيضًا يُمكننا أن نميز في يوم الإدعاء الكثير هؤلاء الذين بحق يقتفون إثر خطواته. ولقد أُعطينا ثلاث علامات يتميز بها الخادم الكامل وأتباعه:

أولاً: علامة إلهية. روح الله كان عليه، ولكن ليس قبل أن يشرع في الخدمة. فعندما صعد من الماء بعدما اعتمد من يوحنا المعمدان، نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوتٌ من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب، بك سُررت ( لو 3: 21 ، 22)

ثانياً: علامة ذاتية. لم يكن يصيح أو يرفع أو يسمع في الشارع صوته لأنه لم يكن يطلب صيتًا أو مجدًا لنفسه. كذلك خدامه الحقيقيون يحرصون أن يقتفوا إثر خطواته المباركة. إن الروح التي تحكم الإنسان الأول تقوده في عكس هذا الاتجاه؛ روح متعطشة إلى الارتفاع. وكم من المشاكل حدثت في الكنيسة بسبب أولئك الذين هم مثل ديوتريفس، يحبون المركز الأول (3يو9). ولكن حيث يوجد الذين يتسابقون لاحتلال المركز الأخير، تجد سلامًا عظيمًا.

ثالثًا: علامة إنسانية. يتعامل برفق مع التائبين الذين يُشبهون قصبة مرضوضة في الاعتراف بخطيتهم. إن إيمانهم ضعيف مثل فتيلة مدخنة أوشكت أن تنطفئ، فهل يخمدها؟! حاشا!! إنه يشفي ترضض القصبة ويُصلح الفتيلة المدخنة. فحيث تظهر أدنى الدلائل على رغبة القلب في الرجوع إلى الله، يُحييها ويشجعها حتى يصل بالإنسان إلى يقين الإيمان. ذلك ما ميَّز خدمة ربنا يسوع المسيح على هذه الأرض. وينبغي أن نكون أكثر قربًا منه لنكون مثله في التعامل مع مثل هؤلاء. وإن خدامه الحقيقيين قد اكتسبوا الروح ذاتها، وباستطاعتهم أن يقوّموا «الأيادي المسترخية والرّكب المُخلَّعَة» ( عب 12: 12 ).

هذا وليس عند إلهنا مُحاباة؛ فإذا كان رفيقًا بالتائبين، فهو صارم ضد المتكبرين. وهو يضع كل شيء في نصابه بحسب الحق. فكما أنه لن يقصف قصبة مرضوضة ولن يطفئ فتيلة مدخنة، فكذلك غيرته لن تنطفئ حتى يؤسس العدل والبر على دعائم قوية، ولتضع الأمم ثقتهم فيه، فهو «لا يكلّ ولا ينكسر، حتى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته» ( إش 42: 4 ).

ف.س. جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net