الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صوت حبيبي قارعًا
أنا نائمة وقلبي مستيقظ. صوت حبيبي قارعًا: افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي! لأن رأسي امتلأ من الطل، وقُصصي من ندى الليل ( نش 5: 2 )
نرى العروس في سفر النشيد وهي في القمة روحيًا في نهاية الأصحاح الرابع، حيث تقول: «ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس». لقد كان كل شيء في توافق مع رغبات وأشواق العريس الذي يُسّرّ بأن يرى من تعب نفسه ويشبع. ولا يوجد ما يعكر أو يكدّر. إنها مستعدة لاستقباله ومُرحِّبة به بسرور واشتياق. وهذه صورة المحبة الأولى في نضارتها. لكننا بكل أسف نرى تحولاً كبيرًا وانحدارًا مُحزنًا في حالتها مع بداية الأصحاح الخامس. فنسمعها تقول: «أنا نائمة وقلبي مستيقظ». فالقلب يحّن للرب، ولكنها لا تميل أن تجهد نفسها من أجله.

كان الرب في الخارج يقرع وهي في الداخل في حالة الاسترخاء والكسل. وكم من المرات يصل المؤمن إلى هذه الحالة التي يستثقل فيها الأمور الروحية. فإما أن يهملها أو يتممها ببرود، ويمارسها بلا قلب، فتصبح مجرد شكليات. وقد يصل إلى حالة من الاستغناء والاكتفاء بالنفس ولا يشعر بالخسارة إذا انقطعت الشركة بينه وبين الرب.

ولكن هل جفاء العروس وفتور محبتها، يمكن أن يغيِّر قلب العريس ومشاعر محبته؟ حاشا. لقد أحب خاصته إلى المنتهى. لقد تكلم إلى قلبها بأعذب وأرق الكلمات قائلاً: «افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي». أما هي فلم تكن مستعدة لاستقباله، فقدمت أعذارًا واهية. آه، عندما نرضي ذواتنا ونهمل حقه علينا ورغباته في أن يشبع بنا. نعم، إن تحقيق رغباته قد يكلفنا بعض التضحيات وإنكار النفس، لكن الحبيب الذي أعطانا نفسه يستحق أن يأخذ منا كل شيء.

إن صوت الحبيب وقرعاته الحانية لم يكونا كافيين لإنهاض العروس. فيا لها من حالة تبلد. لكنه لم يفشل. لقد أظهر المزيد من محبته. «حبيبي مدَّ يده من الكوة فأنَّت عليه أحشائي». وهذا كان مؤثرًا ومُحركًا ومُنهضًا لها. إنه يستعمل أساليب مختلفة، وقد يكون بعضها مؤلمًا، لكي يسترد محبتنا وعواطفنا له. لقد نجح في أن يصل إلى قلبها، ويلهب هذا القلب ويشعل المحبة فيه. فصارت لا تستطيع أن تجد راحة بدونه، ولا تجد لذة في غيابه. لقد صار لها كل شيء. فقالت: «إني مريضة حُبًا». وهذا دليل الصحة الروحية عندما يُمتلك القلب بمحبة المسيح الغامرة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net