الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أواني على الطريق
فقام يوناثان بن شاول وذهب إلى داود إلى الغاب وشدد يده بالله، وقال له: لا تخف لأن يد شاول أبي لا تجدك، وأنت تملك على إسرائيل ( 1صم 23: 16 ، 17)
إن الإيمان الحقيقي يُقرّ بالوسائل البشرية ولا يحتقرها أو يستخف بها، تلك الوسائل البشرية التي يرتبها الله لخدمتنا ونحن في الطريق. وإن كان الإيمان الحقيقي لا يضع قلبه على تلك الوسائل بديلاً عن الله، على أن يقبلها من يد الله كلٌ في وقتها. فالإيمان يستند على الله في كل شيء، في الوقت الذي لا يستخف بوسائله البشرية المنظورة إن اختلفت أو تنوعت في خدمتها لنا حسبما تقتضي الحاجة والحالة، فمن وراء هذه كلها يقف مَنْ يرتكز عليه إيماننا بشدة.

فأمامنا ثلاثة من الأواني البشرية ظهرت في حياة داود عندما أعيا من مطاردة شاول له، فقد تبعه من مكان إلى آخر كما يتبع الصياد الحَجَل في الجبال ( 1صم 26: 20 ). و"الحجل" طائر بري ويُسمّى "موري" في العبرية ومعناه "الصارخ" وهو يطير على جبال فلسطين، ويطارده الصيادون حتى يتعب، ثم يتم صيده. وهذا التشبيه هو ما أطلقه داود على نفسه كطائر الحجل، وشاول كالصياد الذي يطارده. وعليه فأين يذهب داود، ذلك الطائر المُتعب من مُطاردة الصياد؟ لقد أعدت له عناية الله شيخًا يحمل قلبًا رعويًا وجد في أبوته مصدرًا للراحة والأمان، هذا ما وجده الشاب داود في صموئيل الشيخ ( 1صم 19: 18 ).

وعندما أصرّ الصياد على مطاردة ذلك الطائر المسكين، أرسلته عناية الله هاربًا إلى مدينة الكهنة في نوب حيث كانت هناك آنية رحمة في انتظاره حيث أمده أخيمالك بطعام وهو جائع، وعند ذهابه أمده بسيفه ( 1صم 21: 6 ، 9). فقد استمد كزيتونة خضراء في بيت الله ( مز 52: 8 ) أكسير حياته وقوتها. وأ لسنا نجد في طريقنا أواني تحمل لنا كلمة الله التي تمدنا ونحن في حالة الإعياء، بالقوة والطاقة لنواصل سيرنا. وعندما ذهب داود إلى برية زيف، أراد الزيفيون أن يسلموه إلى شاول ( 1صم 23: 19 ، 20). ففي هذا الجو نراه وحيدًا مُحاطًا بالبغضة والكراهية، فأين الله في مشهد كهذا؟ لقد أرسل الله آنية أخرى تحمل لداود حبًا رقيقًا صادقًا مُخلصًا لينعش قلب عبده؛ لقد أرسل له حبيبه يوناثان ( 2صم 23: 16 ، 17).

فما أعجب تنوع تلك الأواني البشرية التي في جُعبة الله والتي يستحضرها لقديسيه وقت الحاجة حيث الشركة والأمان في صموئيل، والإطعام والقوة في أخيمالك، وأخيرًا المحبة والإنعاش في يوناثان.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net