الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وادي بَرَكة
وكانوا ثلاثة أيام ينهبون الغنيمة لأنها كانت كثيرة. وفي اليوم الرابع اجتمعوا في وادي بركة، لأنهم هناك باركوا الرب ( 2أخ 20: 25 ، 26)
في أثناء تسبيح بني إسرائيل بترنيمة الخلاص، كان أعداؤهم يهلكون بعضهم البعض (ع22، 23). وكل ما كان عليهم أن يفعلوه حينئذ هو مشاهدة هلاك أعدائهم الكامل وأن ينهبوا الغنيمة الكثيرة «وكانوا ثلاثة أيام ينهبون الغنيمة لأنها كانت كثيرة» (ع25).

ولنلاحظ أن فترة الثلاثة أيام تُشير إلى موت وقيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات ( 1كو 15: 3 ، 4). ما تبعه أحد إلى الجلجثة، إلى أرض المعركة، حتى ولا أقاموا عند الأمتعة، بل قد تركوه كلهم، ولكنه رجع منتصرًا من أعظم صراع، ليقتسم أسلابه مع قطعانه الضعيفة!! (قارن من فضلك 1صم30: 24، 25). فلقد وزع لكل واحد وللجميع، بسخاء يد المحبة السرمدية، السلام والفرح ( يو 20: 19 ، 20). المقام الجديد أمام إلهه وأبيه ( يو 20: 17 )، وخُلاصة القول، وزع عليهم الخلاص العظيم الذي هو غنيمة صراع الجلجثة الرهيب! .. ولقد صعد ابن الله إلى العلاء، وسبى سبيًا، وقبل عطايا بين الناس (أي كإنسان)، باعتباره الإنسان الكامل المُقام والممجد، المُكلل بالمجد والكرامة ( عب 2: 9 )، الجالس في يمين عرش العظمة في السماوات ( عب 8: 1 ). وكل العطايا والمكافآت التي قبلها من الآب (بحسب مزمور68: 18) قد أعطاها للمؤمنين به، الذين يسميهم الرسول بولس في أفسس4: 8 «الناس».

وكما احتفل الشعب في 2أخبار20 بالانتصار بقلوب شاكرة «وفي اليوم الرابع اجتمعوا في وادي بركة، لأنهم هناك باركوا الرب، لذلك دَعَوا اسم ذلك المكان وادي بركة إلى اليوم» (ع26)، دعونا نحن أيضًا ـ أيها الأحباء ـ نفكّر كمؤمنين في نُصرة الصليب التي ربحها لنا الرب يسوع المسيح بكُلفة غالية دون أن نشاركه في عاره وفي آلامه. وماذا إذًا تُرك للمؤمن المسيحي لكي يفعله؟ لا شيء سوى أن يتمتع بنتائج هذا الانتصار، وفي «وادي بركة» الحقيقي نجتمع معًا إلى اسمه لنقدم السُبح والسجود والبركة لإله وأبي ربنا يسوع المسيح كمن هو مصدر كل بركة.

نعم «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح» .. ويا لروعة هذه الأنشودة التي تتكرر في ثلاثة مواضع في العهد الجديد؛ من أجل الماضي ( أف 1: 3 )، ومن أجل الحاضر ( 2كو 1: 3 )، وأيضًا من أجل المستقبل ( 1بط 1: 3 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net