الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحنن يسوع
ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنمٍ لا راعي لها ( مت 9: 36 )
أي قلب مثل قلب الرب الذي يفيض عطفًا وإشفاقًا! إننا نقرأ عن حنانه العميق كما يوضحه مَثَل ذلك البائس الذي عرّوه، وجرَّحوه وتركوه بين حي وميت، ولقد مرّ عليه الكل دون أن يستطيع أي منهم أن يمد له يد العون، أما الرب، ذلك السامري (الصالح)، لما رآه تحنن (عليه) واقترب منه وضمد جراحاته واعتنى به إلى النهاية ( لو 10: 25 - 37).

ولنتأمله سائرًا وسط الجموع التي كانت تتبعه وتزحمه، مُحاطًا بالمرضى والمجانين والعُرج والعُمي الذين رقّ قلبه لهم جميعًا، وحمل أوجاعهم. لقد كان يجول من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى أخرى، وكان يتوجه إليه كل ذي حاجة أو كرب، فيتحنن عليهم لأنهم كانوا «كغنمٍ لا راعي لها» ( مت 9: 35 ، 36).

وتحنن يسوع على ذلك الأعمى الذي كان جالسًا يستعطي على الطريق، الذي لما رآه صرخ إليه قائلاً: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!»، وقد انتهره كثيرون ليسكت، ولكن «تحنن يسوع» ( مت 20: 34 )، وأمر أن يُنادى، وفتح عينيه ( مر 10: 46 - 52)

وتحنن يسوع حين قابل تلك الأرملة التي كانت تبكي وحيدها، وقال لها لا تبكي، وردّ إليها ابنها حيًا ( لو 7: 13 ، 14).

ويا له من حنان إلهي عميق، ذلك الذي ظهر عند قبر لعازر، فقد بكى يسوع واضطرب بالروح ( يو 11: 34 ). إن قلبه مفتوح دائمًا لإجابة جميع الذين يأتون إليه ويسألونه. إنه الوحيد الذي يعرف أن يزن كل ألم وكل تجربة بميزان دقيق، ويقدر أن يُنقذ وأن يُعين، «لأنه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجرَّبين» ( عب 2: 18 ). وكما كان على الأرض في طيبته الفائقة، وصلاحه غير المحدود، هكذا هو لنا اليوم ربنا، وفادينا، وراعينا الذي يحبنا. إن محبته لا ينضب لها معين، ونعمته لا تنقص ولا تفتر، ورحمته لا تكل ولا تعيا. يا له من نبع فيَّاض. ويا لها من راحة وسعادة في القرب منه، كلٍ بظروفه وأحواله، بفقره وتجاربه، بضعفاته وتقصيراته، لنذهب إليه، ولنقترب منه مُلقين بأنفسنا بين ذراعيه، فنجد نعمة، عونًا في حينه.

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net