الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الرب المترفقة
وأما بطرس فتبعه من بعيد ... فأنكره قائلاً: لست أعرفه يا امرأة!.. فالتفت الرب ونظر إلى بطرس.. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاءً مُرًا ( لو 22: 54 - 62)
ما أكثر وما أمجد ما فعله الرب مع بطرس، ويكفي أن نشير فقط إلى بعض المواقف في عُجالة سريعة:

* نظرة الرب الحانية، المليئة بالمحبة والشفقة التي وجهها إلى بطرس بعد أن فعل فعلته الرديئة وأنكره أمام جارية، والتي إن عبَّرت عن شيء، فهي تعلن لهذا التلميذ الفاشل بأن الرب ما زال يحبه رغم كل شيء.

* حديث الملاك مع المريمات. فبعد أن أخبرهن بأن الرب قام، قال لهن: «اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل» ( مر 16: 7 ). فرغم أن بطرس من ضمن التلاميذ، غير أن الملاك كان مُرسلاً برسالة لبطرس بصفة خاصة. فالرب يعلم مدى انكسار بطرس وحزنه الشديد على ما بدر منه، كما يدرك أيضًا أن مشاعر التلاميذ تجاهه، ربما تتحول بعد إنكاره المخزي هذا. فمن ناحية يريد الرب أن يُثبِّت أقدامه وسط التلاميذ حتى لا يتصوروا انه بعد هذا الفعل فقد وضعه ومركزه، ومن ناحية أخرى أراد أن يرسل له رسالة ثانية ـ بعد نظرته الحانية له ـ يؤكد له فيها أن مكانته الخاصة عند الرب لم يصبها أي تغيير أو تبديل.

* لقاء الرب الخاص به، والذي لم يكن فيه أحد سواهما. أي حديث حلو جرى بينهما؟ وأي كلمات نعمة خرجت من فم الرب؟ وأي مشاعر فائضة عَبَّقت المكان؟ نعم، إن ذلك اللقاء لم يكن مسموحًا لأحد أن يقترب منه أو يستمع ما يدور فيه. فلقد قصد الرب أن يكون هذا اللقاء سريًا حتى لا تتأذى مشاعر تلميذ جريح، وهو يعالجه ويضمد جراحه، وكأن الرب هنا الكاهن العطوف الذي يمسك بإحدى يديه الملقط الذهبي وبالأخرى المنفضة الذهبية، وهو بصدد إصلاح سُرج المنارة ( خر 25: 38 يو 13: 4 ). أو كأن الرب ففي يده مغسل ومتزر بمنشفة، حتى ما يغسل رجلي بطرس (يو13: 4- 11).

* حديث الرب الرائع معه عند بحر طبرية ( يو 21: 15 - 23)، والذي فيه تعامل الرب مع بطرس كجرَّاح ماهر مُستأصلاً كل نقائص ظهرت فيه، ومعالجًا كل سلبيات بدرت منه، وبذلك ردَّ نفس بطرس تمامًا للشركة معه وللشركة مع إخوته، مهيئًا إياه للخدمة التي استأمنه عليها.

حقًا، ما أعظم محبة الرب .. في سموها وعُمقها .. في بذلها وتضحيتها .. في طهارتها ونقائها .. في أناتها وترفقها.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net