الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على كتفي الراعي
يذهب لأجل الضال حتى يجده، وإذ وجده يضعه على منكبيه فرحًا ( لو 15: 4 ، 5)
لا أحد ولا شيء يمكن أن يحول بين هذا الراعي وبين البحث عن خروفه «الضال حتى يجده». على المرتفعات وفي المنخفضات، بالجهد والتعب والكد، يجول ذلك الراعي المُخلص، ولا يهدأ حتى نسمع منه النغمة المؤثرة «وجدت خروفي الضال». وحينئذ الألم والتعب والكد، جميعها تُبتلع إلى فرح المكسب بالعثور على الضال.

والآن يتعلم هذا الخروف محبة الراعي وعنايته. فإن أمام الراعي رحلة طويلة سوف يقطعها عائدًا إلى بيته. ولن يفترق الخروف عن الراعي فيما بعد. فسوف يضعه الراعي على كتفيه حيث يستعمل الراعي كل قوته في حفظه سالمًا آمنًا، وكتفا الراعي، مكان أمين لحماية الخروف، وإن كان غير مُريح مثل حضنه، حيث يستطيع الخروف أن يستقر هادئًا هانئًا، ولكن الخروف في أمان على ذينك الكتفين، بينما الراعي وحده هو الذي يتحمل عناء السفر. والذي وجد الخروف في ضلاله، يعرف طريق الرجوع به إلى مكان راحته.

يعود الراعي واضعًا خروفه على منكبيه، ولكنه يعود فَرِحًا كل الطريق. وإذا ما جاء إلى بيته يدعو أصدقاءه والجيران ليفرحوا معه قائلاً: «افرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضال».

قد يتململ الخروف، وقد يقلق. قد يضجر على منكبي الراعي، وقد يحاول أن يتخلص من قبضة يده التي تسنده، ومن كتفه التي تحمله، لكن حينئذ تتشدد قبضة الراعي عليه. وهل يترك الراعي خروفه يشرد بعيدًا عنه بعد أن تعب كثيرًا في العثور عليه؟ كلا. إنه لا بد أن يرجع بخروفه سالمًا إلى بيته.

وبدون عناية الراعي الدقيقة، لن يسلم ذلك الخروف الغبي من أخطار البرية. هناك الأعداء وشباكهم وفخاخهم. ولكن في وسط كل أولئك يُحمل ذلك الخروف سالمًا إلى أن يصل إلى بيته حيث الأمان من كل الفخاخ، والخلاص من كل الأعداء، وحيث الراحة في مشهد مُفرح على الدوام.

ويا له من يوم سعيد لهذا الخروف عندما يصل إلى بيته، وعندما يفرح الراعي بخرافه التي كانت يومًا ضالة ووُجدت. وشكرًا لله لأن الراعي كفؤ لأن يحمل ويعتني وينجي ويُحضر خرافه بلا لوم ولا عيب إلى حضرة الله الآب في ملء الفرح.

جان راو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net