الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 مارس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلهٌ عليمٌ
ليس قدوسٌ مثل الرب، لأنه ليس غيرك، وليس صخرة مثل إلهنا ... لأن الرب إلهٌ عليمٌ، وبه تُوزن الأعمال ( 1صم 2: 2 ، 3)
ما أروع أن ندخل بكل جرأة إلى أقداسه، لنسكب شكوانا عند أقدامه، متيقنين أنه يعلم كل شيء. يعلم كل ما بداخل نفوسنا قبل أن نحكيه! يعرف كل ما يضايقنا قبل أن نرويه! يعلم أدق تفاصيل حياة كل واحد من أولاده، دون أن يُخبره أحد بها!

يا لعمق الراحة التي يستشعرها القلب الملهوف، في حضرة شخص كهذا، قريب ورحيم، عليم وعطوف. ويا لعمق السلام الذي تتذوقه النفس الخائفة، عند أقدام شخص كهذا بصير حنون وقدرته فائقة. فكثيرًا ما لا تقوى النفس على سرد التفاصيل، وكثيرًا ما يكون حديث المجروح عن آلامه أشد إيلامًا من الجرح نفسه، فمن أين للنفس عندئذ من مُحب قدير، وفي نفس الوقت طبيب خبير، قادر على أن يعرف كل ما تخبئه النفس دون أن به تبوح؟!

أً ليس هذا هو عين ما بهر حنة في تجربتها المُرّة، بل وعزّاها وأزال عنها عبوسة وجهها وكآبة قلبها؛ فخرجت تتغنى بالرب وتهتف له، ثم تعنف وتوبخ هؤلاء الذين في تجاربهم يظنون أن الرب لا يعلم بحالهم، فتقول لهم: «لا تكثروا الكلام العالي المُستعلي، ولتبرح وقاحة من أفواهكم. لأن الرب إله عليم، وبه توزن الأعمال» ( 1صم 2: 3 ).

وهذا ما أدركته ليئة في ضيقة نفسها: لقد عرفت أن الرب يرى ما تُعانيه، ويستمع جيدًا لكل ما تُقاسيه؛ فدعت اسم ابنها الأول "رأوبين" قائلة «إن الرب قد نظر إلى مذلتي» ودعت اسم ابنها الثاني "شمعون" قائلة «إن الرب قد سمع أني مكروهة» ( تك 29: 32 ، 33). لذلك أقول للمؤمن المتألم:

هيا بثقة ادخل إلى مخدعك .. هيا بجراءة القِ بنفسك في حضن أبيك .. وهناك إن قدرت على سرد ما يُعييك أو يُضنيك، فاسرده، وإن عجزت فلا يعنيك، فهو يعلم كل شيء قبل أن تحكيه، وحتى دون أن تحكيه.

هيا ادخل واطرح نفسك عليه، وتذكّر أننا في أحسن أحوالنا لسنا نعلم ما نصلي من أجله كما ينبغي، لكننا نعرف أن لنا شفيع في داخلنا، وهو روح الله المعين يشفع فينا بأنّات لا يُنطق بها ( رو 8: 26 ).

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net