الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 مارس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَنْ أنت ؟
مَنْ أنت؟ فاعترف ولم يُنكر، وأقرَّ: إني لست أنا المسيح... فسألوه وقالوا له: فما بالك تعمِّد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النبي؟ ( يو 1: 19 - 25)
من أهم الدروس الروحية التي نتعلمها من يوحنا المعمدان، الطريقة الممتازة التي واجه بها الأسئلة المختلفة التي طُرحت أمامه. والسؤال الأول الذي كان على خادم المسيح العزيز والمُكرَّم أن يُجيب عليه، كان عن نفسه «مَنْ أنت؟»، وقد أجاب على هذا السؤال باقتضاب شديد «فاعترف ولم ينكر، وأقرّ: إني لست أنا المسيح».

إذا طُلب من إنسان حكيم أن يتكلم عن نفسه، فإنه لا يقابل هذا السؤال بالترحيب. وكان يوحنا يعي هذا جيدًا. إنه كان على استعداد أن يقول لهم حالاً، إنه ليس المسيح وأنه ليس إيليا، وأيضًا أنه ليس النبي «فقال: لست أنا». ولكنهم كانوا يريدون ردًا إيجابيًا، «فقالوا له: مَنْ أنت، لنُعطي جوابًا للذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك» (ع22).

إن ما قاله يوحنا عن نفسه كان قليلاً حقًا. إن كلمة «أنا» لم يكن لها إلا مكان صغير جدًا في تفكير يوحنا المعمدان «قال: أنا صوت..». «صوت» هل كان هذا هو كل شيء؟ نعم كان هذا هو كل شيء.

لقد سبق أن تكلم الروح عنه على فم إشعياء النبي ( إش 40: 3 )، وأجاب يوحنا بنفس هذه الكلمات دون أن يعلق عليها بكلمة. يا له من خادم مبارك! ويا لها من شهادة أمينة! يا ليت لنا قدرًا أكبر من صفات هذا المتواضع العظيم، ومن طريقة إجابته على الأسئلة!

لم يكتفِ هؤلاء الفريسيون بذلك. إن روح إنكار يوحنا المعمدان لذاته، كانت أسمى من تفكيرهم «فسألوه وقالوا له: فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النبي؟» (ع25). وهنا أجابهم يوحنا المعمدان باختصار «أنا أعمد بماء، ولكن في وسطكم قائمٌ الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحلّ سيور حذائه» (ع26، 27). فعن نفسه قال إنه كان مجرد صوت، وعن عمله قال أنا أعمد بماء، وكان في منتهى السرور أن لفت الأنظار إلى ذلك الشخص المبارك الذي لم يكن مستحقًا أن يحل سيور حذائه.

يا له من مشهد رائع، الذي قدمه لنا الروح القدس بواسطة هذا الخادم الأمين للمسيح، والذي يحتاج أن يتعلمه كل قارئ منا.

حقًا إننا نحتاج إلى هذا بشدة في أيام الإدعاء الكاذب هذه.

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net