ليس الله إنسانًا فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يفي. إني قد أُمرت أن أُبارك. فإنه قد بارك فلا أرده ( عد 23: 19 ، 20)
هناك العديد من الدروس المُستفادة من قصة بلعام بن بعُور العرَّاف:
أولاً: مبدأ النعمة والمحبة الثابت: لقد قصد الرب أن يتعامل معنا بالمحبة والنعمة، ونعمته ومحبته ثابتتان ولا يمكن أن يتأثرا، لا بحقد الشيطان ولا بفشلنا وضعفنا، فكما هو مكتوب «أما يسوع ... إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى» ( يو 13: 1 ). ولهذا نقرأ القول الذي نطق به الرب بخصوص قصة بلعام «استأجروا عليك بلعام ... لكي يلعنك، ولكن لم يشأ الرب إلهك أن يسمع لبلعام، فحوَّل لأجلك الرب إلهك اللعنة إلى بركة، لأن الرب إلهك قد أحبك» ( تث 23: 4 ، 5).
ثانيًا: عناية الله وسهره الدائم على خاصته: لقد كانت هناك مؤامرة تدور في الخفاء بين بالاق وشيوخ موآب وبلعام ضد الشعب، ولم يكن الشعب يدري عنها شيئًا، لكن عين الرب كانت على هذا المخطط الشرير وأبطله، لأن الرب سهران على قطيعه، ولا ينعس ولا ينام.
ثالثًا: ليس هناك قوة في مقدورها أن تحوّل البركة إلى لعنة: فالذين باركهم الرب هم مُباركون، ولا يمكن لقوة أن تلعنهم، وهذا واضح من قول الرب لبلعام «لا تذهب معهم ولا تلعن الشعب لأنه مُبارك» ( عد 22: 12 ) ثم أجبر بلعام على النُطق بالقول: «كيف ألعن مَنْ لم يلعنه الله، وكيف أشتم مَنْ لم يشتمه الرب» ( عد 23: 8 )، ومبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية ف السماويات في المسيح ( أف 1: 3 ). ولا يمكن لأية قوة أن تنزع هذه البركات منا، لأنها مضمونة في المسيح.
رابعًا: الحقد والكراهية الكامنتان في إبليس ضدنا: إن قلب إبليس مملوء بالحقد والكراهية ضد أولئك الذين هم غرض محبة الله ونعمته. وهذا ليس بمُستغرب لأننا نحمل اسم المسيح وأصبحنا خاصته، ولذلك صار الشيطان عدو المسيح خصمًا لنا ( 1بط 5: 8 ).
خامسًا: مبدأ قداسة الله الذي لا يتساهل مع الشر: فعندما فشل بلعام في أن يلعن الشعب، علَّم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل لأنه كان يعلم أن إله إسرائيل قدوس ويكره الخطية، فأشار عليه أن يجعل بنات موآب يزنون مع الشعب ( 1كو 10: 8 ). «فسقط في يومٍ واحد ثلاثة وعشرون ألفًا» (1كو10: 8).