الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا آتي سريعًا
أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ( يو 17: 24 )
«آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ) هذا هو وعده الصادق الأمين، ونرى في يوحنا17: 24 نفس هذا الحق الثمين متكررًا، لا في صورة وعد، ولكن في صورة صلاة «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» ( يو 17: 24 ). فهو يحملنا على قلبه باستمرار. شهوة قلبه أن نكون معه لنرى مجده. هذا هو المجد المُكتسب الذي مجّده به الله عن يمينه في السماء جزاء له لأنه مجَّده على الأرض ( يو 12: 28 يو 16: 16 ، 32؛ 17: 4، 5). فهو يطلب إلى الآب أن نكون معه في مجده «بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضًا ترونني، لأني ذاهب إلى الآب» (يو16: 16). سنكون معه ومثله في مجده الموهوب له. ويا له من فرح عميق سامٍ يملأ قلوبنا عندما نرى حبيبنا مُكللاً بالمجد والكرامة من أجل أنه احتمل الخجل والموت، بل يا له من سرور يُشرق في وجوهنا عندما تحدق أبصارنا فيه هناك. ستتثبّت فيه كل عين، وينسبي كل قلب بمجده وجماله. وهذا الفكر بأننا ما وصلنا إلى هناك إلا بسبب آلامه وخجله وعاره، سيشد أوتار قلوبنا لكي نعزف عليها أشجى الألحان وأرخم النغم وأعلاها.

فلنا الوعد، ولنا الصلاة. وكلاهما يُظهر ما في قلبه من نحونا. فسبيلنا إذًا أن نستيقظ ونسهر، ونشتاق لمجيئه، ونحِّن لرؤياه، ونتوق للقائه. وهو لم يعيّن يومًا ولا ساعة، وغرضه أن نعبر الطريق منتظرين. فلا يليق بنا أن ننتظر صعابًا وتجارب وأهوالاً، ولا ننتظر الموت، ولكن ننتظره، ننتظر الرب نفسه. وهو آت، آت إلينا.

وفي رؤيا 4 نرى الوعد وقد تم، والصلاة أُجيبت، والأشواق شبعت والإيمان الذي تمسك بهذا الوعد قد تحقق. ونرى مفديي الرب حول العرش، جالسين على عروش، ولابسين أكاليل، ساجدين عابدين. ومع أنه تخرج من العرش بروق ورعود وأصوات، ولكن لم تضطرب قلوبهم، ولم تنزعج حاسياتهم. ولماذا؟ لأنهم في البيت في الاطمئنان مع المسيح الذي حضوره جعل السماء بيتًا لهم. فالوعد قد تم، وفاز المسيح بمن هم موضوع محبة قلبه. سيأتي الرب بنفسه ويأخذ كنيسته إلى بيت الآب في الأعالي.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net