الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتظار الإيمان
لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد ( عب 6: 12 )
قال واحد: "إن الله يعطي الوعد، والإيمان يقبله، والرجاء يتوقعه، والصبر ينتظره"، والرسول يؤكد أن نوال المواعيد مرتبط بأمرين: الإيمان، والأناة. فالإيمان يثق بالله ويتعلق بقدرته، ذاك الذي يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، وغير المستطاع عند الناس مستطاع لديه، إذ لا يعسر عليه أمرٌ، لكن يلزم أيضًا وجود الأناة؛ انتظار الرب والصبر له.

وكلمة الله حدثتنا عن انتظار الإيمان وفشله، فهناك أمثلة لمن فشل إيمانهم إزاء امتحان الصبر والانتظار، وهناك أيضًا أفاضل انتصروا في هذه النقطة بالتحديد. فإبراهيم ـ أبو المؤمنين ـ بعد حوالي عشر سنوات انتظار لابن الموعد، فشل، وارتبط بهاجر التي جاءت إليه بإسماعيل خلافًا لِما يريده الرب الذي حقق وعده لإبراهيم بعد ذلك بحوالي 14 سنة كاملة، بولادة إسحاق. وزكريا الكاهن التقي، عندما جاءته البشارة بميلاد يوحنا المعمدان، لم يصدق، إذ جاءته البركة بعد طول انتظار وفي توقيت غير متوقع بالنسبة له، وكان إيمانه وقتها قد فشل في هذا الأمر.

وعلى العكس من ذلك نجد كالب بن يفنة يثق إيمانه في وعد الله له ( عد 14: 24 ) بأن يمتلك الجبل وحبرون، وينتظر الرب حوالي 45 سنة، وما خاب مَنْ للرب انتظر ( يش 14: 10 - 12). «انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك، وانتظر الرب» ( مز 27: 14 ). وإيليا وثق في أن ميعاد المطر قد جاء، وأن المسألة تحتاج إلى صبر كامل للرب ليأتي المطر فعلاً، فلم يَخُر عزمه، ولم يفشل إيمانه في كل مرة يذهب فيها غلامه ليتطلع نحو البحر وإذا الجو صحو، وذلك حتى 7 مرات! وفي المرة الأخيرة علم أن غيمة صغيرة قدر كف إنسان هي مقدمة لمطر غزير.

أما حبقوق، فهو يعلمنا درسًا آخر جميلاً في انتظار الإيمان، إذ تشجع بوعد الرب له، وإن كان لم يتحقق بعد ( حب 2: 3 ).

إن الانتظار هو أصعب وأقسى أمر على طبيعتنا البشرية المتعجلة، وفي "عصر السرعة" الذي نحيا فيه، ليتنا نُحسن انتظار الرب في كل الأمور، فهو لا يتأخر أبدًا «إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر» ( حب 2: 3 )، وهو الذي قال: «أنا الرب في وقته أُسرع به» ( إش 60: 22 ).

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net