الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هيرودس المضطرب
فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: أين يولد المسيح؟ ( مت 2: 3 ، 4)
نحن لا نتعجب من اضطراب هيرودس، لكن أ ليس عجيبًا جدًا أن تضطرب أورشليم، مدينة الملك العظيم، من وصول المسيا الذي طال انتظارهم له؟ نعم، ليس عجيبًا أن مغتصب السلطة هيرودس يضطرب من وصول الوارث الحقيقي لعرش داود، لكن لماذا اضطربت أورشليم من مولد مخلصها؟ أ لعل أهلها الأشرار أحسوا أن مَقْدِم المسيح سيفسد تلذذهم بالخطية ولهوهم بمُتع الدنيا؟ فهم على الأرجح، كالملايين اليوم، لا قلب لهم سوى لأمور حاضرهم لا لمستقبلهم الأبدي.

لكني أرى في هذا الاضطراب العام صورة لِما سوف يحدث في العالم عن قريب عندما يجيء المسيح إلى العالم مرة ثانية. كم من مدن ستضطرب. نعم سيضطرب الربوات والملايين، وينزعج الملوك والسلاطين، ويخفى الأمر على الكثير من رجال الدين، حتى يكون قد سمع به القاصي والداني، وعندئذ، ينتبهون، لكن بعد فوات الأوان! يقول الكتاب: «لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون، إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان» ( مت 24: 38 ، 39)!

وهيرودس المضطرب، أمر في الحال، فعقد اجتماعًا على أعلى مستوى من رجال الشريعة اليهودية. وسألهم سؤالاً محددًا: «أين يولد المسيح؟» فكانت إجابتهم جميعًا إنه يولد في بيت لحم اليهودية. وأمكنهم بسهولة اقتباس الآية التي تدل على ذلك من ميخا5: 2، لكن أين قلبهم؟ إنهم في كبريائهم لم يهتموا بالإتيان عند قدمي يسوع ليسجدوا له، فكانوا بذلك مثل علامات الطريق التي ترشد المسافرين، لكنها هي نفسها لا تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.

في إنجيل لوقا أصحاح2، عندما ولد المسيح، وضع في المذود إذ لم يكن له موضع في المنزل. لكن في إنجيل متى أصحاح2، لم يكن له موضع في قلب شعبه، واضطر للهرب إلى مصر. هذا ـ عزيزي القارئ ـ هو حال العالم وقتها، وحاله الآن أيضًا. فالناس في شقاءٍ وتعبٍ، ولن يُريحهم سوى المسيح، لكنهم لا يريدون المسيح! فماذا عنك أنت؟!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net