الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأبدية وما بعد الموت
وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة، هكذا المسيح أيضاً، بعدما قُدم مرة ... سيظهر ثانية ( عب 9: 27 ،28)
"وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة" .. مَنْ الذي وضع؟ ومتى وضع؟ ولمن وضع؟ .. إن الذي وضع هو الله القدوس، القوي، الذي لا رادّ لحكمه. وكان ذلك في جنة عدن يوم قال لآدم "يوم تأكل منها موتاً تموت ... لأنك تراب وإلى تراب تعود".

وأما الذين وُضع لهم أن يموتوا مرة فهم "الناس"، وهذا اللفظ لا يدخل فيه المؤمنون لأن الناس تنتظرهم بعد الموت "الدينونة". والمؤمن لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ( يو 5: 24 ).

وإذا وضعنا أمام عيوننا هذا الترتيب الإلهي ".. يموتوا مرة .. ثم بعد ذلك الدينونة"، وطبّقناه على شخص الرب، لا نعكس الوضع. فهو له المجد، دخل في مُعاناة الدينونة خلال الساعات الثلاث الأخيرة، وكان يمكن وقد سدد المسيح مطالب الدينونة أن يكتفي العدل الإلهي، لكن سيدنا له المجد أكمل المشوار مع فارق في ما وضع للناس، ذلك أنه ـ له المجد ـ بعد أن صرخ بصوت عظيم قائلاً: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" عاد وفي هدوء "وأسلم الروح" قائلاً: " يا أبتاه في يديك أستودع روحي". إنه له المجد مات موت انفصال الروح عن الجسد ليدفع عنا أجرة الخطية طبقاً للقول الإلهي "أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية". تبارك اسمك يا سيدنا، فإنه بفضل ما عملت، حقّ لنا أن نهتف قائلين: "لا دينونة الآن علينا"، كما أنك بموتك المادي كسرت شوكته وصار الموت لنا ربحاً.

"هكذا المسيح أيضاً بعدما قُدِّم مرة" ـ أي أنه كما كان ترتيباً من الله أن يضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة، هكذا هو ترتيب إلهي أن المسيح "يظهر ثانية ... للخلاص". لقد أُظهر المسيح مرة ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه، ولكي يتمم دورة الفداء كما قال بفمه الكريم "آتي أيضاً" أي آتي مرة أخرى لأكمل مشروع الفداء بأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضاً. نعم ولقد وضع في قلوب وضمائر قديسيه أن ينتظروه "للخلاص" في آخر مراحله، خلاص من عالم البرية بكل تجاربها وضعفاتها، ليُدخلنا إلى راحة الله التي تصبوا إليها نفوسنا، وتتوق لها حتى أجسادنا. نعم يا سيدنا وهكذا صار من امتيازنا وحقنا أن نناجيك ونناديك "آمين. تعال آيها الرب يسوع".

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net