الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آمن وانتظر
لولا أنني آمنت بأن أرى جود الرب في أرض الأحياء، انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك. وانتظر الرب ( مز 27: 13 ،14)
جميل أن يقول داود هنا: "آمنت بأن أرى". فالإيمان يأتي أولاً، ثم بعد ذلك الرؤية. والذين يريدون أن يروا أولاً لكي يؤمنوا لن يروا ولن يؤمنوا، لكن طوبى للذين لم يروا وآمنوا، فهؤلاء لا بد أن يروا بعد ذلك، كقول الرب لمرثا: "إن آمنت ترين مجد الله" ( يو 11: 40 ).

ولاحظ عزيزي القارئ قول داود في هذه الآية التي يختم بها مزموره الجميل: "انتظر الرب .. وانتظر الرب". والتكرار هنا ليس عبثاً. فإن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الانتظار. لقد كانت علة سقوط شاول الملك هو عدم انتظار الرب، والآن ها هو داود يقول لنفسه: انتظري الرب يا نفسي.

والانتظار في هذه الآية يعني أكثر من مجرد امتلاكنا لفضيلة الصبر. إن انتظار الرب يعني الثقة في الله، ذاك الذي سلطانه على البحر والأرض، والسهل والجبل. هل نستطيع أن نرتفع فوق الظروف كيفما كانت، وأن نقول للرب: أنت تعرف دائماً أحسن منا، وتعلم ما هو لخيرنا، وتعمل الصالح باستمرار؟

ولذلك فإننا في أثناء انتظارنا للرب لن نكون عاطلين بلا عمل، بل إن انتظار الرب يتضمن الصلاة لله، أن تصلي منتظراً أن تنال منه شيئاً محدداً.

وماذا يحدث لأولئك المنتظرين الرب؟ يقول داود هنا: "انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك". وبلغة بني قورح فإن الذين ينتظرون الرب "يذهبون من قوة إلى قوة" ( مز 84: 7 ). وبلغة إشعياء النبي "يجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور" ( إش 40: 31 )، أو يحلّقون عالياً مثل النسور. إن جناحي النسر القويتين تحملانه إلى قمم الجبال العالية. هكذا فإن مَنْ ينتظر الرب، مؤمناً بأن يرى جوده في أرض الأحياء، سيرتقي الجبال ويسمو فوق المشكلات. فليس فقط سيفعل كما فعل حبقوق في يومه، يمشي بقدمي الإيل على مرتفعات المشاكل والصعوبات ( حب 3: 19 )، بل سيسمو فوقها ويحلّق بعيداً عنها، إنه يترك الجو الغائم تماماً، ليكون قريباً من الله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net