الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وادي عخور باباً للرجاء!!
لكن هأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها، ..، ووادي عخور باباً للرجاء. وهي تغني هناك كأيام صباها، وكيوم صعودها من أرض مصر ( هو 2: 14 ،15)
بأسلوب فاحص يصوّر الرب ما وصل إليه إسرائيل من الاستهتار بمصدر بركته الماضية. "وهي لم تعرف أني أعطيتها القمح والمسطار والزيت، وكثَّرت لها فضة وذهباً، جعلوه لبعل" ( هو 2: 8 ). فالخير الذي أغدقه عليها بسخاء، سكبته على مذابح خزيها‍ لذلك لا يسعه إلا أن يمنع خيره حتى تتعلم الأمة أن أوثانها لم تصنع لها خيراً، بل إنما صنعت حزناً وفقراً وعوزاً. وواحدة فواحدة سوف تتعرى من كل القيم، إلى أن تتعلم أنه في الرب وحده ـ الذي أهانته وازدرت به ـ توجد كل بركة. فقد نسبت الأمة عطاياه وهباته إلى أوثانها قائلة "هما أجرتي التي أعطانيها مُحبيَّ" (ع12). لكنها إذ تُحرم من كل هذا، فإنها تتعلم أنها إنما كانت تخدع ذاتها وتهين الرب.

وإذ تعي الدرس في آخر المطاف، يُبرز الرب مقاصد نعمته المختزنة من أجلها، والتي ستُستعلن كاملة عند توبتها. "لكن هأنذا أتملقها.. وألاطفها (أي أتكلم إلى قلبها) ... ووادي عخور (المشقة) باباً للرجاء. وهي تغني هناك كأيام صباها، وكيوم صعودها من أرض مصر" (ع14،15). وهكذا نرى أن الرب يعتز بذكرى أيام خطبتها الأولى، يوم سارت وراءه في البرية في أرض غير مزروعة، يوم كانت قدساً للرب وكان قلبها مثبتاً عليه وحده. ولا بد أن أيامها السعيدة تلك ـ أيام محبتها الأولى ـ تتجدد، ومرة أخرى سوف يتملقها وبجتذبها بعيداً عن مشاهد سبيها وهوانها. وإذ تكون وحدها معه في برية الشعوب ( حز 20: 35 ) سوف يحاجها وجهاً لوجه، ويرد لها خمر أفراحها، ووادي عخور (وادي المشقة) سيكون مصدراً للرجاء.

لقد كان في وادي عخور مشهد قضاء على عاخان ( يش 7: 24 -26). وإذ تنجست الأمة بانحرافها الدنس عن إلهها ومطامعها في المُحرّمات، فإن بركتها ستبدأ من حيث تُدان وتُنتزع تلك الخطية التي كانت سبباً في مشقتها.

وتطبيق هذا على الأفراد بسيط وطبيعي، فإن أولاد الله الذين تحولوا عنه، إذ يتعلمون حماقة الانحراف عن مُحب نفوسهم الأبدي، ويرجعون إليه، راجمين "عاخاناتهم" ونازعين المُحرمات، لا بد أن يعودوا ويتمتعوا بأفراح الأيام الأولى، والشركة المخزونة لهم.

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net