الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا ومحبة المال
واحدٌ من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي، المزمع أن يسلمه... كان سارقاً، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه ( يو 12: 4 -6)
عند باقي تلاميذه، نجد أن دوافعهم ودواخلهم تهذبت من عشرتهم للرب. صحيح ظلت ميولهم العالمية حتى نهاية حياة الرب على الأرض، لكنها كانت تتدرج إلى التناقص، بينما آمال أقوى وانتظارات أفضل من مجدهم الأرضي كانت تربطهم بدعوة الرب وتلصقهم به. أما عند يهوذا الإسخريوطي، فعلى العكس، ما كان صالحاً وحسناً فيه تدرج إلى التناقص، وفي النهاية كان الرباط الوحيد الذي يربطه بسيده هو ما كان يرجو أن يحققه من مكسب من وراء ارتباطه به.

وأكثر من واحد من البشيرين يربط بين خيانة يهوذا وبين المشهد الذي جرى في بيت عنيا عندما سكبت مريم الطيب الكثير الثمن على جسد الرب. وحسب الظاهر كان ذلك الفعل الجميل سبباً في غليان الشر في قلب يهوذا لدرجة لا تحتمل تأخير انفجار هذا الشر. ولقد وجد هذا الشر متنفساً فيما قاله عن ثمن هذا الطيب الذي كان ممكناً أن يُعطى للفقراء. كان الثمن كبيراً وكان يمكن أن تكون له فرصة استقطاع جزء كبير منه لو وُضع في الصندوق. بل أن هذا الثمن الكثير المدفوع في الطيب، والمال الكثير الذي أُنفق في إعداد عشاء للرب يسوع، كان في نظر يهوذا حماقة بالغة. إنه كرجل عملي احتقر كل هذا واعتبره "إتلافاً". وهكذا كانت أحقاد قلب يهوذا تستمد ثورتها من منابع قوية. هذا إلى جانب القول بأن الطمع ذاته هو من أقوى الدوافع "لأن محبة المال أصلٌ لكل الشرور" ( 1تي 6: 10 ).

محبة المال هي التي كثيراً ما وضعت الخنجر في يد القاتل. محبة المال في كل زمان ومكان حوّلت سوق الأخذ والعطاء بين الناس إلى ساحات تروّج فيها الأكاذيب والضلالات والنفاق والخداع والمحاربات غير الشريفة. محبة المال جعلت الأجساد والقلوب تُباع وتُشترى بالذهب والفضة.

لماذا من جيل إلى جيل تستشري آثام عارمة؟ لماذا تتعالى أمواج صاخبة من الخطايا والدناءات يقع غرمها الباهظ على المجتمع؟ السبب هو أن من وراء كل ذلك: المال وبريقه ورنينه. إن لمحبة المال والطمع قوة دافعة جبارة. ولكن إذا ما تذكّرنا أن هذه كانت خطية يهوذا، فربما الذكرى تحفظنا منها وتدفعها عنا.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net