الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان وعدم الإيمان
لأن كل مَنْ ولد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغَلَبة التي تغلب العالم: إيماننا ( 1يو 5: 4 )
إذا تساءلنا عن سبب ضعف وجدوبة حالتنا وانخفاض صوت نغماتنا وعطل نمونا، وعن سبب ما نراه الآن من النتائج الضعيفة في مختلف حقول العمل المسيحي، وعن قلة عدد الذين يتغيرون ويهتدون حقيقة، حتى أن المبشرين كثيراً ما تصغر نفوسهم بسبب قلة الحُزم التي يوفقون للإتيان بها إلى المسيح. إذا تساءلنا عن السبب في ذلك كله، لا نجد إلا جواباً واحداً وهو عدم الإيمان. بل أكثر من ذلك، فالانقسامات الكثيرة الحاصلة بيننا ومحبتنا للعالم وميلنا وراء الجسد واندفاعنا وراء الذات ومصالحها ورغبتنا في الراحة، كل هذه الأمور تُعزى إلى عدم الإيمان.

وما هو العلاج لكل هذه الشرور؟ وكيف يتيسر لقلوبنا أن تنجذب بعوامل المحبة العديمة الرياء لجميع إخوتنا في الإيمان؟ الجواب هو الإيمان الثمين "العامل بالمحبة". ولهذا قال الرسول المغبوط للأخوة الأعزاء الذين اهتدوا حديثاً في تسالونيكي: "لأن إيمانكم ينمو كثيراً" والنتيجة "ومحبة كل واحد منكم جميعاً بعضكم لبعض تزداد" ( 2تس 1: 3 ). وهذا ما نراه دائماً أبداً، فالإيمان يجعلنا في اتصال مباشر بينبوع المحبة الأبدي الإله المبارك، والنتيجة اللازمة لذلك أن قلوبنا تنجذب بالحب لكل الذين هم له، لكل الذين تنطبق عليهم صورته المباركة ولو لدرجة بسيطة. وكلما ازداد قربنا للمسيح، كلما ارتبطنا أكثر برابطة المحبة الأخوية الحقة مع كل عضو في جسد المسيح.

وكيف يتسنى لنا أن نغلب العالم ومحبة العالم في صورها المختلفة؟ لنسمع الجواب من فم الرسول يوحنا: "لأن كل مَنْ وُلد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا. مَنْ هو الذي يغلب العالم، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟". فالإنسان الجديد السالك بقوة الإيمان يعيش فوق مستوى العالم وفوق مستوى العوامل والأغراض والمبادئ والعادات والأزياء الموجودة في العالم، فلا يشترك في شيء من هذا كله. وإن كان في العالم، ولكن ليس من العالم ويسير ضد تياره على خط مستقيم، لأنه يستمد ينابيعه كلها من السماء، فحياته ورجاؤه وكل ما له هناك في السماء، وهو يشتاق من كل قلبه أن يكون هناك في المكان الذي سيذهب إليه بمجرد أن ينتهي عمله على الأرض.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net