لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود ( زك 4: 6 )
الأصحاح الرابع من نبوة زكريا يتضمن رسالة من الرب إلى زربابل الوالي، تحتوي على أربع حقائق هامة، تُعَد بمثابة المشجعات الأساسية للإيمان وهو يواجه الصعوبات والتحديات.
أولاً: الله يزودنا بالقوة والعون اللازمين لإنجاز العمل وإتمام الخدمة: "هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلاً: لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود" ( زك 4: 6 ). هذا هو المبدأ العظيم الذي يذكِّرنا به الرب دائماً، إننا بذواتنا وإمكانياتنا لسنا كُفاة لعمل الرب. إن الرب يُسَر أن يستخدم في كل الأزمنة والعصور أواني خزفية، ضعيفة وهشة "ليكون فضل القوة لله لا منا".
ثانياً: الله يزيل العوائق التي تعترض طريقنا ونحن نقوم بعمله: "مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً!" ( زك 4: 7 ). يبدو أن زربابل كان يتأمل في المأمورية الضخمة التي أمامه والصعاب الجسيمة التي تعترض طريقه، وإذ بها تتجسم قدامه وكأنها جبل عظيم مرتفع شامخ. لكن تأتيه الكلمة المشجعة: "هذا الجبل العظيم سيصيّره الرب قدامك سهلاً يا زربابل" فأمام قدرة رب الجنود تتذلل كل الصعاب. وعندما نمارس الإيمان ونثبِّت النظر على الرب وحده ونتعلق بقدرته، فإن الصعوبة الضخمة تصبح شيئاً يسيراً.
ثالثاً: الله يعطي مواعيد عظيمة تؤكد إتمام العمل: "وكانت إليَّ كلمة الرب قائلاً: إن يدي زربابل قد أسستا هذا البيت، فيداه تتمانه" ( زك 4: 9 ). كان هذا الوعد العظيم بمثابة الضمان الإلهي لإنجاز العمل، فاليد التي وضعت حجر الأساس هي التي ستضع رأس الزاوية عند اكتمال البناء. لذا فما أجمل أن يسمع زربابل بأنه سيبقى حتى يتم العمل، وتراه عيناه.
رابعاً: الله يراقب ما نعمله ويفرح به حتى لو بدا صغيراً في أعيننا: "لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة" ( زك 4: 10 ). ويبدو أن البيت الذي بناه زربابل كان في عيني بعض اليهود وكأنه شيء زهيد. ولئلا يفشل زربابل، فإن الرب أكد له أنه لا يحتقر الأمور الصغيرة. وما أجمل أن ندرك أن الرب يراقب عملنا ويقدره التقدير الصحيح.