الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أكيلا وبريسكلا .. والاثنان جسد واحد
سلموا على بريسكلاَّ وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي ... وعلى الكنيسة التي في بيتهما ( رو 16: 3 -5)
في أكيلا وبريسكلا نجد مثالاً حياً للتأثير الفعال الذي ينتج من اتحاد زوجين كرسا نفسيهما كشخص واحد لمصالح المسيح. فهما يُذكران في الكتاب المقدس جنباً إلى جنب. ولا نقرأ عن واحد منهما دون الآخر، ولا نرى أحدهما في لحظة متباعداً عن الآخر.

والزواج، والذي هو أقدم ترتيب رتبته حكمة الله للإنسان، انطبع من البداية بطابع الوحدة. إذ يَرِد القول: "ويكون الاثنان جسداً واحداً" دالاً على إرادة الرب بخصوص الزواج. وما زال هذا هو فكر الله من جهة الزواج حتى يومنا هذا ( تك 2: 24 ؛ أف5: 31). ومثل هذه الوحدة يوافق عليها الرب لكيان وسعادة الزوجين في الصلاة والخدمة.

ويقول كاتب الجامعة: "اثنان خيرٌ من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة" ( جا 4: 9 )، لكن أكيلا وبريسكلا يقيمان الدليل على أن اثنين يرتبطان برباط الزواج المسيحي، هما أفضل من ذلك بكثير. فقد أيقن هذان الزوجان النبيلان بأنهما "جسد واحد"، لا في صُنع الخيام والشئون الأرضية فحسب، بل كانا واحداً "في المسيح" لإظهار وإعلان "ثمر الروح" وأكثر من ذلك فقط آمنا بأن أمور الرب يجب أن تنال الأولوية في الاهتمام والعناية.

كانا يفكران تفكيراً واحداً، يُذكران دائماً معاً، كانا واحداً في القصد وفي العزم، فسواء في خدمة حاجات الرسول بولس الجسدية، أو في الترحيب بالكنيسة المحلية في بيتهما، أو في قيادة أخ متقدم إلى معرفة أكمل الحق. في كل هذا نجد أن الروح القدس يسجل لنا اسميهما معاً. لكي نرى فيهما مثالاً لزوج وزوجة "كاملين في فكر واحد ورأي واحد".

وفي الشواهد المختلفة التي يُذكر فيهما هذان الاسمان، أكيلا وبريسكلا، نلاحظ اختلافاً في ترتيب ذكرهما معاً. ففي رومية16: 3؛ أعمال18: 18 حينما كان الأمر يتعلق بالعناية والضيافة التي أُظهرت للرسول، نجد أن بريسكلا (الزوجة) تُذكر أولاً، بينما ينعكس الترتيب في أعمال18: 26 حيث نرى بوضوح كم كان من اللائق أن يأخذ أكيلا مركز القيادة في تعليم أبلوس. وهذا الترتيب نجده أيضاً في 1كورنثوس16: 19 حيث أُرسلت تحياتهما إلى كنيسة أخرى. حقاً ما أكمل كلمة الله حتى في أدق التفاصيل.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net