الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 12 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
(مز95: 1)
قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودّة أخوية، وفي المودّة الأخوية محبة ( 2بط 1: 5 -7)
التعفف وضبط النفس

المعتاد أن تُطلق كلمة "تعفف" على الاعتدال في المأكل والمشرب وما أشبه، ولكنها تعني هذا وأكثر من هذا كثيراً. وفي الحقيقة إن الكلمة اليونانية التي استعملها الرسول المُلهم من الله يمكن أن تُترجم بدقة "ضبط النفس" وهي تفيد أن الشخص يكون مالكاً ناصية نفسه دائماً. فهي لا تفيد التغلب على عادة ذاتية واحدة أو اثنتين أو عشرين، بل على "الذات" نفسها بكل اتساع معناها. وكم من الناس ينظرون بعين العجب والاحتقار إلى السكير والمُسرف وهم أنفسهم يفشلون كل ساعة في إظهار نعمة "ضبط النفس". صحيح إن الإسراف والسُكر من أحط وأشرّ أنواع محبة الذات وهما من أمّر ثمرات تلك الشجرة الكبيرة، ولكن "الذات" شجرة لا ثمرة ولا غصن، والواجب علينا لا أن نحكم عليها عندما تعمل فقط، بل أن نملك ناصيتها فلا تعمل عملاً.

على أنه قد يسأل البعض: كيف يمكننا أن نضبط أنفسنا؟ والجواب: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". ألم نحصل على الخلاص في المسيح؟ وهل "الخلاص" هو مجرد النجاة من الغضب الآتي؟ هل هو مجرد غفران خطايانا ونجاتنا من البحيرة المتقدة بنار وكبريت؟ .. إنه أكثر من هذا كثيراً مع أن هذا ثمين وثمين للغاية. وبالإجمال نقول: إن الخلاص يتضمن قبول المسيح باعتباره "حكمتي" قبولاً قلبياً تاماً، ليُخرجني من ظلمات الجهل وسُبل الضلال إلى سُبل النور السماوي والسلام الإلهي، وباعتباره "بري" ليبررني في عين الله القدوس، و"قداستي" ليجعلني مُقدساً عملياً في كل طرقي، و"فدائي" ليعطيني الخلاص النهائي من كل قوة الموت ويُدخلني إلى دوائر المجد الأبدي.

من ثم يتضح لنا أن "ضبط النفس" متضمن في الخلاص الذي لنا في المسيح لأنه ثمرة من ثمرات التقديس العملي الذي منحتنا إياه النعمة الإلهية. فالخلاص يمتد من الأزل إلى الأبد وتدخل ضمن دائرته الواسعة كل التفصيلات العملية للحياة اليومية. لا يجوز لي أن أتكلم عن الخلاص فيما يتعلق "بالنفس" في "المستقبل" بينما أنا أرفض أن أُظهر تأثيره العملي على "سلوكي" في الحاضر. فنحن قد خلصنا، ليس من ذنب الخطية ودينونتها فقط، بل من قوتها وممارستها ومحبتها أيضاً.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net