الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
روعة النعمة في مجمع الناصرة
أرامل كثيرة كن في إسرائيل .. ولم يُرسل إيليا إلى واحدة منها، إلا إلى امرأة أرملة إلى صرفة صيداء .. وبرصٌ كثيرون.. ولم يطهَّر واحد منهم إلا نعمان السرياني ( لو 4: 25 -27)
ستظل النعمة على مدى الدهور هي الشيء الوحيد الذي يُسرّ قلب الله، لأنها تُظهره في كمال محبته، وفي نفس الوقت هي الشيء الذي يُسرّ قلب كل قديس اختبر في يوم رداءته ثم اختبر نعمة الله الفريدة، بل سيظل شكر القديسين محوره النعمة "لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب" ( أف 1: 6 ).

وبالرغم من جمال النعمة إلا أن روعتها تزداد جمالاً عندما تكون الخلفية مُعتمة، أو عندما يختلط أولئك الذين يدركونها ويقدّرونها بمن لا يعرفون عنها شيئاً. أليس هذا ما حدث في مجمع الناصرة، فقد كان هناك إله كل نعمة مع أهل بلدته الذين لم يعلموا عنها شيئاً، لقد احتقروه وفي ذات الوقت أرادوا إرضاء كبريائهم بطلب المعجزات.

لكن ما أروع قلب إله كل نعمة عندما تقترب الألسنة لتُجرّح نعمته، فإذ به يوضح جمال النعمة من خلال حادثتين ارتبطتا بنبيين متتاليين في العهد القديم؛ إيليا وأليشع. وكشف الرب عن اثنين من الأمم اتجهت النعمة إليهما قاصدة بركتهما: امرأة أرملة، ورجل عظيم لكنه أبرص. وهذه هي النعمة؛ لا تبحث إلا عن الضعيف "المكسور"، وأيضاً تبحث عن النجس والمحتاج إلى تطهير.

في إيليا والأرملة نرى النعمة تأخذ نبي إسرائيل وتذهب به إلى حيث توجد الأرملة، بينما في نعمان فهي تأخذ نعمان لتأتي به إلى أرض إسرائيل، بل إلى نبي إسرائيل. ويا لها من صورة عظيمة للنعمة التي تأخذ أعظم مَنْ في إسرائيل لتذهب به إلى أفقر مَنْ في صرفة، بل إلى مَنْ لا تملك غير كف من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز!

وأيضاً ما أروع النعمة التي تأخذ أتعس مَنْ في آرام، ذاك الذي يملك الكثير لكنه أبرص، وتأتي به إلى أليشع نبي النعمة.

إذا كانت النعمة فعلت ذلك مع نبيين تحت الآلام مثلنا، فكم فعل إله كل نعمة، ذاك الذي أتى إلى أرض الشقاء والفقر، لا لكي يُطعم بل ليقدم نفسه عن الخطاة، فأين يذهب إيليا عند مقارنته به، بل أين هو مكان أليشع عندما نتذكر كيف يتعامل إله كل نعمة مع الخاطئ حتى يطهر من خطاياه؟! ليتنا نُطيل التأمل في النعمة وفي إله كل نعمة فيزداد حبنا له، وتقدير وحمد قلوبنا له.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net