أما أنا فعليك توكلت يا رب. قلت: إلهي أنت. في يدك آجالي. نجّني من يد أعدائي ومن الذين يطردونني ( مز 31: 14 ،15)
في يديك أنت يا رب آجالي، أي أوقاتي جميعها، فكيف لا أتكل عليك؟! ما أعظم السلام الذي تمنحه هذه الحقيقة في نفسي! أوقاتي، أيامي، ساعاتي، دقائقي، كلها في يدك أنت أيها السيد القدير، تحكمها وتتحكم في تفاصيلها بدقة شديدة وحكمة فائقة.
استمع ـ أخي العزيز ـ إلى النبي إشعياء وهو يقول: "ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا، مَنْ خلق هذه؟ مَنْ الذي يُخرج بعدد جُندها، يدعو كلها بأسماءٍ؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحدٌ" ( إش 40: 26 ).
كيف لا يُفقد أحد؟! كيف يدور كل واحد منها في مداره بجدول زمني دقيق، فلا أحد يُفقد ولا أحد يصطدم بآخر؟! .. الله القدير قد ضبط الكل بمواقيت دقيقة وقدرة شديدة.
فلا تتذمر أخي ، لا ولا تُحبط أو تفشل أو يداهمك اليأس بسبب حلوكة أوقاتك. فأفراحك وأحزانك، نجاحك وفشلك، ارتفاعك وانخفاضك ـ كلها مُقدّرة زمناً وكماً وكيفاً بحسب حكمة خالقك القدير. واعلم يقيناً أن حياتك، أيامك، ظروفك وأحوالك، كلها محسوبة وموزونة ومعروفة ومضبوطة بدقة شديدة وقدرة فائقة. صحيح أنه قد تمتد علينا يد الله بالتأديب، لكن ما يطمئنا ويعزينا أنه حتى التأديب محسوب بدقة شديدة لكي يؤدي في النهاية إلى بركة نفوسنا وتدريبنا وتعليمنا وتهذيبنا.