الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 إبريل 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعقوب في الطريق إلى حاران
وجده في أرض قفر وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه ( تث 32: 10 )
ما أعظم نعمة الله التي تتجلى لنا في تكوين28 إذ نرى يعقوب بعد خداعه لأبيه قد هرب من البيت، وخرج وحيداً، ولكن الرب لم يتركه بل أظهر له ذاته في هذه الرؤيا العجيبة فلم يكن في الواقع فريداً حينئذ إذ أرسل له الرب ملائكة ليأتنس بهم، عددهم أعظم بكثير من عدد الأفراد الذين في بيت أبيه. وتنازل إليه وكلمه قائلاً: "أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق .... وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" ( تك 28: 13 -15). فهل كان يستحق يعقوب هذه النعمة؟ ها إننا نراه هارباً إلى حاران التي كان قد خرج منها إبراهيم، فهو بذلك كان في طريق الارتداد، ولكن لأن عيني الرب المُحب كانتا عليه، أعطاه هذه المواعيد الثمينة. هذه صورة لجمال معاملات الله معنا.

وإن كان يعقوب قد ظهر بهذه الصورة المملوءة من الخداع والحيلة، إلا أن هذه ليست صورته وحده، بل صورة كل واحد منا بحسب الطبيعة. وليس لنا فخر سوى في نعمة الله الغنية ومحبته الكثيرة. فهو الذي ظهر ليعقوب وهو في القفر المُظلم الذي بالكاد وجد فيه حجراً يسند عليه رأسه، وهو الذي أعطاه المواعيد الثمينة. وفوق ذلك يعده بأن يكون بنفسه معه. ويا له من وعد فيه الشبع والقوة والسلام، فنحن مُحاطون بالأعداء ولكن الرب معنا ولا يتركنا حتى وإن تركناه وتوجهنا إلى حاران.

ولكن ماذا كان جواب يعقوب على هذه المواعيد العُظمى؟ إنه جواب يدل على حالته المنحطة، إذ يقول "إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه، وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس، ورجعت بسلام إلى بيت أبي، يكون الرب لي إلهاً" ( تك 28: 20 ،21). إلى أي درجة من الانحطاط الروحي قد وصل! فبينما الرب يعطيه ما هو أعظم يطلب ما هو أقل ـ مجرد الخبز والكساء. وقد قال الرب للتلاميذ "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون. الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس .. بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم" ( لو 12: 22 ،23،31). فالرب يريدنا أن نسمو بشعورنا ونتمسك بمواعيده ونشبع بغناه.

فخري الزق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net