الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيمان راعوث الراقي
كيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي ( 1تس 1: 9 )
طوبى لكل نفس كشف لها الروح القدس عن موقفها الحقيقي وقادها إلى التوبة والرجوع إلى الله. إن راعوث تُخجل الكثيرين: فتاة موآبية وثنية كانت متزوجة ومات زوجها. كان لها علاقة بأهلها وآلهتها، ولكنها سمعت عن الله الحي وعرفت أنه الإله الحقيقي فآمنت به والتصقت به، وبالإيمان انفصلت عن آلهتها وشعبها. ما أحلى الإيمان وتسليم الحياة لله والعيشة مع المسيح! تقول لها نعمي هذه العبارة الفاصلة الفاحصة: "هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها. ارجعي أنتِ وراء سلفتك" ( راعوث 1: 15 ) وكشفت الإجابة عن إيمان راعوث القلبي إذ قالت: "لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ لأنه حيثما ذهبتِ أذهب وحيثما بتِ أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي ... إنما الموت يفصل بيني وبينك" ( راعوث 1: 16 ).

راعوث فصلها إيمانها عن شعبها وآلهتها. فهل يتركها الله؟ غير ممكن. عندما وصلت إلى بيت لحم قالت لنعمي: دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل وراء مَنْ أجد نعمة في عينيه، فقالت لها اذهبي يا بنتي. فلما جاءت إلى الحقل والتقطت وراء الحصادين "اتفق نصيبها في قطعة حقل لبوعز" ( راعوث 2: 3 ). مَنْ الذي أوصلها إلى حقل بوعز؟ هو الرب الذي دبر كل شيء بنعمته "سلِّم للرب طريقك، واتكل عليه وهو يُجري" ( مز 37: 5 ). وهو الذي "يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويُخرجها، ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته" ( يو 10: 3 ،4). فالرب لا يترك خرافه، بل يهتم بها روحياً وزمنياً.

فاتفق نصيبها في قطعة حقل لبوعز. هذا هو نصيبها الجديد. فمَنْ يترك الخطية والعالم كنصيب، يصبح الرب نصيبه! يقول النبي "نصيبي هو الرب قالت نفسي، من أجل ذلك أرجوه" ( مرا 3: 24 ). ويتغنى صاحب المزمور قائلاً: "حبال وقعت لي في النُعماء، فالميراث حسنٌ عندي" ( مز 16: 6 ). وقال الرب لمرثا عن مريم إنها "اختارت .. النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها" ( لو 10: 42 ). فكل نصيب في الأرض لا بد أن يُنزع، أما الرب فهو النصيب الصالح الذي لن يُنزع.

نعيم عبد الشهيد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net