الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السلوك المسيحي
افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة، لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيلٍ معوَّج وملتوٍ، تُضيئون بينهم كأنوار في العالم. متمسكين بكلمة الحياة ( في 3: 14 -16)
في فيلبي2 :14-16 نجد سبعة تحريضات نرى فيها صورة حلوة لحياة مُعاشة بحسب النموذج الكامل المرسوم في المسيح؛ حياة ليس فيها تذمر على نصيبنا، ولا مُجادلة على ما يسمح الله به من تجارب في طريقنا، ولا لوم على أي شيء نقوله أو نفعله، ولا إساءة للآخرين على كلماتهم أو مسلكهم، ولا شيء في حياتنا يستدعي التوبيخ بما لا يتفق مع كوننا أولاداً لله، لنضئ كأنوار في عالم مُظلم، ومتمسكين بكلمة الحياة في عالم الموت. وهكذا يجب أن نعيش لمسرة الله ومجد المسيح ومعونة القديسين وبركة العالم لتكون لنا المكافأة في يوم المسيح.

وعندما تكون أعيننا على المسيح، وبقدر ما يكون لنا فكر اتضاعه، عندئذ سوف لا نخلص من إغراءات العالم وقوة العدو فحسب، بل ستصبح حياتنا بالتأكيد لمسرة الله، التي نجدها بكل وضوح في حياة المسيح، الذي أمكنه أن يقول: "لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه" ( يو 8: 29 ). ولذلك فإن هذه التحريضات تستحضر لنا صورة جميلة للمسيح.

فعلينا ـ أيها الأحباء ـ أن نفعل كل شيء بلا دمدمة (الدمدمة هي التذمر في القلب) ولا مجادلة (المجادلة هي الاحتجاج بالفم)، مما يُظهر أننا غير راضين على طريق الله معنا. فإنه كيفما كان الطريق صعباً أمام سيدنا، فإنه لم يطرأ على ذهنه أية مجادلة تجاه طرق الله معه، ولم تخرج من شفتيه كلمة تذمر. وحسناً لنا عندما نواجه أية إهانة أو تجربة أن نتبع خطواته، ونخضع بلا مجادلة لِما يسمح به الله بذات روح الاتضاع التي للرب. فإذا سلكنا في هذه الروح فسنصبح بلا لوم أمام الله وبلا عيب أمام الناس. وبالسلوك الحسن الذي لا يمكن أن يُقاوم، نُظهر أننا أولاد الله، في وسط جيل معوَّج وملتوِ ليست لديهم علاقة بالله. فقد تُركنا في عالم كهذا لنُضيء بينهم "كأنوار في العالم" ولنوجد "متمسكين بكلمة الحياة". ومرة أخرى نتبع طريق الرب الذي كان هو "نور العالم" والذي قال "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة". والنور يستحضر لنا الشخص أكثر من الكلام. والتمسك بكلمة الحياة تتحدث عن شهادة ترتبط بإعلان الحق المختص بكلمة الله. إن حياتنا تعكس شيئاً من كمال المسيح، وكلماتنا تتكلم عن طريق الحياة.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net