الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنت معي
أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً، لأنك أنت معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني ( مز 23: 4 )
في وقت متأخر من ليلة حالكة، كان صبي يتلمس طريقه مُسرعاً بقدر المستطاع إلى بيته وسط الغابات الكثيفة، عندما سمع فجأة صوتاً يسأله: هل أنت جون؟ ففزع ولم يستطع الحركة وإذا به أبوه الذي جاء ليقابله في أظلم منطقة من الطريق. فتبدد خوفه ولم يَعُد الليل يبدو بهذه الظلمة لأن أباه كان يسير إلى جواره، فراح منه الفزع وكأنه قد وصل إلى بيته.

وإذا ما عرفنا أن أبانا السماوي معنا في أظلم مراحل رحلتنا، وأصعب أوقات حياتنا، لَما شعرنا بالخوف "لأنك أنت معي" ( مز 23: 4 ). فكل راحته وغناه وبركاته هي لكل الذين يؤمنون بالرب يسوع المسيح.

لقد وُجد "آلان جاردينر" المُرسل إلى Patagonia ميتاً على الشاطئ بعد أن كتب في مذكراته: "إني متمدد تحت مركب مقلوبة بعيداً عن مياه البحر. إنني في طريقي إلى الموت لكني في سلام تام وأكثر ما يؤلمني هو العطش".

ثم كتب بعد ذلك وبخط أضعف: "لقد أمطرت السماء الليلة الماضية، فتمكنت من جمع قليل من الماء في قطعة من حطام المركب لأطفئ ظمأي غير المُحتمل".

وفي النهاية كتب بخط يصعب قراءته: "إني مغمور بصلاح الله من نحوي أنا الذي كنت خاطئاً هالكاً".

يا لها من كلمات غريبة نطق بها إنسان يموت على شاطئ، سكانه من آكلي لحوم البشر، بعيداً عن بيته بآلاف الأميال، يشرب ماء المطر في قطعة من حطام مركب، لكنه كان لا يزال مغموراً بصلاح الله من نحوه لأن "المراعي الخُضر" و"مياه الراحة" هي مُتاحة باستمرار لشعب الله.

لقد تسلمت هذا الخطاب القصير من أرملة ألمانية بعد موت زوجها: "أريد أن أشكرك على كلمات التعزية التي بعثت بها إليَّ. أنت على حق، فإن كارل سيتمتع بمعية الرب أكثر جداً من بقائه هنا على الأرض في جسد الضعف. نعم إن الرب راعيَّ! إنه بقربي كل يوم، ولو لم أعرف هذا لَمَا استطعت أن أقول: "أنت معي". ورغم أني أعاني أحياناً من الحزن لأن زوجي العزيز ترك فراغاً كبيراً وراءه، لكني أعلم أن الرب يصب زيتاً على جراحي".

چان راو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net